رئيس الوزراء الهندي يزور موسكو لأول مرة منذ 5 سنوات وواشنطن تعرب عن قلقها من الزيارة
رئيس الوزراء الهندي يزور موسكو لأول مرة منذ 5 سنوات وواشنطن تعرب عن قلقها من الزيارة
استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت متأخر، الاثنين، رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورافقه في جولة حول مقر إقامته خارج موسكو قبل المحادثات الرسمية المقررة في الكرملين، الثلاثاء.
وتعليقاً على الزيارة قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن زيارة مودي لموسكو وعلاقة الهند مع روسيا، وسط الحرب التي تشنها موسكو على أوكرانيا تثير "مخاوف".
ورفضت الهند التي تحظى بعلاقة وثيقة مع موسكو على مدى عقود من الزمن، إدانة روسيا بسبب الحرب، ودعت بدلاً من ذلك إلى إنهاء الصراع من خلال "الحوار والدبلوماسية".
وذكر مسؤول هندي كبير الأسبوع الماضي، أن من أهم أولويات مودي خلال زيارته لموسكو "إصلاح الاختلالات التجارية للهند مع روسيا"، و"الإفراج عن هنود انخرطوا في القتال خلال الحرب على أوكرانيا".
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية راندير جايسوال، للصحافيين في نيودلهي الأسبوع الماضي، أن القمة بين بوتين ومودي "ستوفر فرصة للزعيمين لمراجعة مجموعة كاملة من القضايا الثنائية"، مضيفاً أنهما "سيتبادلان وجهات النظر بشأن التطورات الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك".
ولا تزال الهند تعتمد بشدة على الكرملين في معداتها العسكرية، وكثفت مشترياتها من النفط الخام الروسي بأسعار مخفضة، ما يمنح روسيا "شريان حياة مالي كبير، في الوقت الذي تواجه فيه عزلة عن الغرب"
وأبان جايسوال أن التجارة بين البلدين بلغت قيمتها حوالي 65 مليار دولار في 2023- 2024، ويرجع ذلك أساساً إلى التعاون القوي في مجال الطاقة، لكن معظم هذا الإجمالي تدفق نحو روسيا، مبيناً أن الحد من الخلل التجاري سيكون "مسألة ذات أولوية" في مناقشات مودي مع بوتين.
وكان آخر لقاء لمودي مع بوتين على هامش اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون عام 2022 في أوزبكستان، عندما قال للرئيس الروسي: "الآن ليس وقت الحرب".
وفي الوقت الذي دعت فيه الهند إلى وقف الأعمال العدائية في أوكرانيا واستعادة السلام، امتنعت أيضاً عن "التصويت على جميع القرارات المتعلقة بأوكرانيا في الأمم المتحدة"، ولم تصل إلى حد "إدانة الغزو الروسي".
وقال مودي في بيان من مكتبه قبل مغادرته إلى روسيا: "أتطلع إلى مراجعة جميع جوانب التعاون الثنائي مع صديقي الرئيس فلاديمير بوتين، وتبادل وجهات النظر بشأن مختلف القضايا الإقليمية والعالمية. نسعى للعب دور داعم لمنطقة سلمية ومستقرة".
وتأتي الزيارة في الوقت الذي تقترب فيه روسيا أكثر من أي وقت مضى من الصين، ما قد يجعل نيودلهي غير مرتاحة بسبب "نزاعها الحدودي الطويل الأمد في جبال الهيمالايا مع بكين، والذي اشتعل في السنوات الأخيرة".
وكان الرئيس الروسي حضر الأسبوع الماضي، الاجتماع السنوي لقادة منظمة شنغهاي للتعاون في كازاخستان، وهي كتلة من الدول الأوراسية تقودها الصين وروسيا، حيث قال إن العلاقات بين موسكو وبكين، تشهد "أفضل فترة في تاريخها".
وعلى الرغم من أن الهند عضو في منظمة شنغهاي للتعاون، إلا أن مودي كان غائباً بشكل واضح عن الاجتماع في كازاخستان، ما يشير إلى أن زعيم أكبر ديمقراطية في العالم، لا ينظر إلى الكتلة على أنها "قناة فعالة يمكن لنيودلهي من خلالها متابعة مصالحها".
وفي ظل تقويض العقوبات الغربية بشراء كميات كبيرة من النفط الروسي، ظلت نيودلهي قريبة من واشنطن، وهي شريك رئيسي، إذ يتشارك البلدان المخاوف بشأن "عدوانية الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
وفي يونيو من العام الماضي، التقى مودي بالرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارة رسمية إلى واشنطن، في رحلة من أجل تعزيز شراكتهما "الدفاعية والتجارية والتكنولوجية".
كما خاطب رئيس الوزراء الهندي الكونجرس خلال تلك الرحلة، وهو شرف مخصص عادة لحلفاء الولايات المتحدة وشركائها المقربين، وحضر مأدبة عشاء رسمية فخمة. والهند عضو في المجموعة الأمنية الرباعية "كواد" مع الولايات المتحدة واليابان وأستراليا.
وبعد رحلة مودي الحالية إلى روسيا، سيزور النمسا، في أول زيارة يقوم بها رئيس الوزراء الهندي إلى الدولة الأوروبية، وفقاً لمكتبه.