ماسك يتبرع بمبلغ كبير لمجموعة تعمل على انتخاب ترامب

أفادت مصادر صحفية أن الملياردير إيلون ماسك تبرع لصالح لجنة عمل سياسية عليا تعمل من أجل انتخاب دونالد ترامب للبيت الأبيض، في مناورة كبرى يقوم بها أغنى شخص في العالم لوضع بصمته على المشهد السياسي الأميركي.
وبحسب المعلومات فإن "ماسك" ساهم بتبرعه عبر مجموعة صغيرة تسمى "أميركا باك" (America PAC)، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لنشر تفاصيل خططه، ومن غير الواضح مقدار المبلغ الذي تبرع به "ماسك"، ورغم أن المبلغ الدقيق للتبرع لم يُكشف عنه بعد، إلا أن المصادر وصفته بأنه "مبلغ كبير"، مما يشير إلى استعداد ماسك لاستخدام ثروته الهائلة للتأثير على مسار الانتخابات.
يمثل هذا التبرع تحولًا دراماتيكيًا في موقف ماسك السياسي، إذ كان الملياردير يصف نفسه سابقًا بأنه مستقل سياسيًا، ويفضل البقاء بعيدًا عن الصراعات الحزبية، لكن في الآونة الأخيرة، بدأ ماسك في استخدام منصته الاجتماعية، إكس "تويتر" سابقًا، بشكل متزايد للتعبير عن آراء يمينية ومهاجمة الديمقراطيين، وهذا التحول في موقفه يثير تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التغيير المفاجئ، وما إذا كان مدفوعًا بمصالح تجارية أو قناعات سياسية جديدة.
يأتي ضخ الأموال من جانب "ماسك" في وقت تفوق فيه ترامب على منافسه، الرئيس جو بايدن، في جمع التبرعات بمساعدة المتبرعين الأثرياء من وول ستريت والشركات. وانخفض جمع التبرعات لصالح بايدن بعد مناظرة كارثية دفعت المانحين الديمقراطيين البارزين إلى وقف تبرعاتهم.
لم يؤيد "ماسك" علناً بعد مرشحاً في سباق 2024، وقال في وقت سابق من هذا العام إنه لا يتوقع تمويل جهود ترامب أو بايدن الانتخابية، لكن قراره الأخير بالتبرع يمثل فرصة له ليصبح قوة مالية طاغية للجمهوريين.
ورفضت حملة ترمب التعليق على الموضوع، وكذلك كريس غوبر، أمين صندوق مجموعة "أميركا باك".
وكشف المصادر الصحفية عن تفاصيل مثيرة حول استراتيجية عملAmerica PAC، فبدلًا من التركيز على الإعلانات التلفزيونية التقليدية، تركز اللجنة جهودها على تعزيز الحملة الميدانية لترامب، ووفقًا للأرقام الواردة، أنفقت اللجنة ما يقرب من 15.8 مليون دولار حتى الآن، منها 13.1 مليون دولار على العمليات الميدانية.
هذه الجهود تشمل التواصل المباشر مع الناخبين، وحملات الإقناع من الباب إلى الباب، وجهود حشد الناخبين للتصويت، وقد يكون لهذا النهج تأثير كبير في الولايات المتأرجحة، حيث يمكن لعدد قليل من الأصوات أن يحدث فرقًا كبيرًا في النتيجة النهائية.
وبحسب المعلومات الواردة فإن دعم ماسك لترامب قد يكون له تأثيرات واسعة النطاق تتجاوز السياسة لتصل إلى عالم الأعمال والاقتصاد، فشركات ماسك، مثل تيسلا وسبيس إكس، لديها عقود حكومية ضخمة وتتفاعل بشكل مستمر مع الوكالات الفيدرالية بشأن اللوائح التنظيمية.

كما أن بعض السياسات المقترحة من قبل ترامب، مثل تفكيك إجراءات بايدن للانتقال إلى السيارات الكهربائية وفرض رسوم جمركية على صانعي السيارات الكهربائية الصينيين، قد يكون لها تأثير مباشر على شركة تيسلا، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان دعم ماسك لترامب مدفوعًا جزئيًا بمصالح تجارية.
وتصادم "ماسك" و"ترامب" في الماضي، لكنهما أصبحا أقرب، حيث يقدم رائد الأعمال في مجال التكنولوجيا المشورة للرئيس السابق بشأن المركبات الكهربائية وسياسة العملات المشفرة.
وخلال الاجتماع السنوي لشركة "تسلا" الشهر الماضي، ناقش "ماسك" علاقته بـ"ترامب". وقال "ماسك": "إنه يتصل بي فجأة دون سبب".