المرشحة الأبرز لخلافة بايدن في منافسة ترامب.. من هي كامالا هاريس؟
المرشحة الأبرز لخلافة بايدن في منافسة ترامب.. من هي كامالا هاريس؟
بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الانتخابي، تتجه الأنظار لنائبته كامالا هاريس لخوض غمار الانتخابات الرئاسية مع دونالد ترامب، وخاصة أن بايدن دعم ترشيح نائبته لمواجهة ترامب.
من هي كامالا هاريس؟
ولدت كامالا هاريس عام 1964 في عائلة مهاجرة ذات تعليم عالٍ في أوكلاند، كاليفورنيا. كانت والدتها، شيامالا جوبالان، المولودة في الهند باحثة في مجال سرطان الثدي، أما والدها المولود في جامايكا، دونالد جيه هاريس، فكان أستاذاً للاقتصاد. وكان الأبوان نشطين في حركة الحقوق المدنية في الستينيات. وفقاً للسيرة الذاتية لكامالا، التي نشرت تحت عنوان "الحقائق التي نحملها"، أثرت هذه التجربة على حياتها المهنية. وتتذكر أن والدتها قالت لها ولأختها مايا: "لا تجلسا وتشتكيا فحسب. افعلا شيئاً!"
تطلق الوالدان عندما كانت كامالا في السابعة من عمرها. وبعد خمس سنوات، حصلت الأم على عمل بحثي في كندا وانتقلت العائلة إلى مونتريال. هناك التحقت كامالا بالمدرسة الثانوية في كندا. ثم عادت بعد ذلك إلى الولايات المتحدة لدراسة العلوم السياسية والاقتصاد في واشنطن العاصمة، ثم إلى ولايتها الأصلية في كاليفورنيا لدراسة القانون في عام 1986.
أصبحت هاريس عضواً في نقابة المحامين عام 1990 وبدأت حياتها المهنية كمدعية عامة، ومن ثم ترقت في المنصب لتصبح المدعي العام لولاية كاليفورنيا في عام 2011. وكانت أول امرأة أمريكية من أصل أسود وجنوب آسيوي تشغل هذا المنصب.
لم تكن مهمة هاريس في كاليفورنيا سهلة. قدمت نفسها على أنها "رأس الشرطة" وأثارت غضب الشرطة برفضها المطالبة بعقوبة الإعدام حتى في الحالات التي قُتل فيها ضباط شرطة. وفي الوقت نفسه، تعرضت لانتقادات لعدم بذل المزيد من الجهد لمعالجة الفساد داخل أجهزة إنفاذ القانون.
ونجحت بفرض غرامات باهظة وإمكانية سجن الآباء الذين كان أطفالهم يتغيبون بشكل كبير عن المدرسة، مما أثر بشكل غير متناسب على العائلات الملونة. كما سخرت من مسألة تقنين الماريغوانا في عام 2014، لتعود وتصرح بأنها "تؤيدها بشكل مطلق" أثناء سعيها لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة بعد خمس سنوات.
وفي عام 2015، أعلنت ترشحها لمجلس الشيوخ الأمريكي وحصلت على دعم جو بايدن والرئيس آنذاك باراك أوباما. وفي عام 2017، أصبحت ثاني امرأة سوداء في مجلس الشيوخ. وفي عام 2019، أطلقت حملة لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي للوصول إلى البيت الأبيض وكان بايدن أحد منافسيها.
انتقدت كامالا هاريس جو بايدن بشأن تعاونه مع أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي عارضوا جهود إلغاء الفصل العنصري في السبعينيات والثمانينيات. ولكنها في نهاية المطاف انسحبت من السباق ودعمت بايدن، الذي طلب منها لاحقاً أن تكون نائبة الرئيس.
خاض بايدن وهاريس حملة انتخابية صعبة وشرسة ليهزما في النهاية دونالد ترامب ونائبه مايك بنس. وقد أديا اليمين الدستورية في 20 كانون الثاني/ يناير 2021، بعد أسبوعين فقط من اقتحام أنصار لترامب مبنى الكابيتول للمطالبة بإلغاء التصويت. صنعت هاريس التاريخ مرة أخرى، إذ كانت أول امرأة، وأول شخص أسود، وأول شخص من أصل هندي يشغل منصب نائب رئيس الولايات المتحدة.
منحها منصبها سلطة تولي زمام الأمور في حالة وفاة الرئيس أو اعتباره غير لائق لتأدية مهامه.
وفي عام 2021، كلفها بايدن بمهمة مكافحة الهجرة غير القانونية من خلال مكافحة "الأسباب الجذرية" التي تدفع الأشخاص إلى مغادرة أمريكا اللاتينية. وقال بايدن عن هاريس في ذلك الوقت: "لا أستطيع أن أفكر في أي شخص مؤهل بشكل أفضل للقيام بذلك". بعد ذلك تبين أن الهدية سامة. وعلى الرغم من جهودها واجتماعاتها مع زعماء أمريكا اللاتينية، تتابعت موجات الهجرة لتصل إلى مستويات قياسية في العام الماضي، وهو الأمر الذي سارع الحزب الجمهوري إلى استغلاله وصب جام غضبه على هاريس.
ناضلت كامالا هاريس ضد قرار المحكمة العليا فيما يتعلق بالحق في الإجهاض عام 2022. وفي وقت سابق من هذا العام، بدأت جولة في أنحاء البلاد تحت عنوان "الكفاح من أجل الحريات الإنجابية". ونقل البيت الأبيض عن هاريس قولها إن "المتطرفين في جميع أنحاء بلادنا يواصلون شن هجوم شامل ضد الحريات التي ناضلنا وحصلنا عليها بشق الأنفس".
وقد أيد ترامب قرار المحكمة العليا. وقبل أيام فقط من المناظرة بين ترامب وبايدن، حذرت هاريس من أن "كل شيء على المحك" فيما يتعلق بالحقوق الإنجابية إذا أعيد انتخاب ترامب.
وكشفت عدد من استطلاعات الرأي في أوائل الشهر الجاري أن كامالا هاريس لديها فرص أفضل من بايدن في المنافسة مع دونالد ترامب، وأشار الاستطلاع الذي نشرت نتائجه في الثاني من يوليو/ تموز إلى أن الناخبين يؤيدون هاريس بنسبة 45% مقابل 47% لترامب، وهو فارق يدخل ضمن هامش الخطأ في الاستطلاع.
وأوضح الاستطلاع أيضاً أن التأييد لهاريس من المستقلين بلغ 43% مقابل 40% لترامب، كما أن الناخبين المعتدلين من كلا الحزبين أيدوها بنسبة 51% مقابل 39% لترامب.