رئيس الوزراء الياباني يعتزم التنحي عن منصبه

ذكرت وسائل إعلام يابانية، اليوم (الأربعاء)، أن رئيس الوزراء فوميو كيشيدا، سيتنحى عن منصب زعيم الحزب الحاكم في سبتمبر (أيلول)، منهياً بذلك فترة ولايته التي استمرت ثلاث سنوات اتسمت بارتفاع الأسعار وشابتها فضائح سياسية.
وقال في مؤتمر صحفي للإعلان عن قراره بعدم الترشح لإعادة انتخابه كزعيم للحزب الديمقراطي الليبرالي: "لا يمكن للسياسة أن تعمل بدون ثقة عامة. لقد اتخذت هذا القرار الصعب وأنا أفكر في عامة الناس، وبإرادة قوية لدفع الإصلاح السياسي إلى الأمام".
ومن المقرر أن يعقد الحزب الليبرالي الديمقراطي انتخابات في سبتمبر/أيلول المقبل لاختيار من يحل محله في منصب رئيس الحزب الحاكم، وبالتالي رئيس وزراء اليابان.
بدأت شعبية كيشيدا في الانخفاض بسرعة بعد توليه منصبه في عام 2021 في أعقاب الكشف عن علاقات الحزب الليبرالي الديمقراطي بكنيسة التوحيد المثيرة للجدل، وتلقت شعبيته ضربة أخرى مع الكشف عن صندوق سري للتبرعات السياسية غير المسجلة التي تم تقديمها في فعاليات جمع التبرعات للحزب الليبرالي الديمقراطي، كما واجه استياءً شعبياً بسبب فشل الأجور في مواكبة ارتفاع تكاليف المعيشة في الوقت الذي نجحت فيه البلاد أخيراً في التخلص من سنوات من الضغوط الانكماشية .

ويتعين على من يخلف كيشيدا في زعامة الحزب الليبرالي الديمقراطي أن يستعيد ثقة الجمهور في الحزب، وأن يعالج ارتفاع تكاليف المعيشة، وتصاعد التوترات الجيوسياسية مع الصين، والعودة المحتملة لدونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة العام المقبل.
خلال فترة ولايته كثامن أطول زعيم في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، انفصل كيشيدا عن السياسة الاقتصادية السابقة من خلال تجنب اقتصاد التسرب الذي يعتمد على أرباح الشركات لصالح سياسات تهدف إلى تعزيز دخول الأسر ، بما في ذلك زيادات الأجور وتعزيز ملكية الأسهم،  وقاد اليابان للخروج من جائحة كوفيد-19 من خلال الإنفاق التحفيزي الضخم، كما عين الأكاديمي كازو أويدا رئيسًا لبنك اليابان لتوجيه اليابان للخروج من التحفيز النقدي الجذري الذي أقره سلفه.
رفع بنك اليابان المركزي أسعار الفائدة بشكل غير متوقع في يوليو/تموز مع تزايد التضخم، مما ساهم في عدم استقرار سوق الأسهم ودفع الين إلى الارتفاع بشكل حاد.، كما اتسمت فترة رئاسة كيشيدا للوزراء ببيئة أمنية متغيرة بسرعة، مما دفع اليابان إلى إعادة النظر في سياستها السلمية التقليدية.

أعلن وزير الدفاع السابق شيجيرو إيشيبا أنه ينوي بالفعل أن يصبح بديلا محتملا لكيشيدا، قائلا إنه يود "الوفاء بواجبه" إذا حصل على دعم كاف، وفقا لهيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، ومن بين الأسماء الأخرى التي تم طرحها كمنافسين محتملين وزيرة الخارجية يوكو كاميكاوا، ووزير الرقمية تارو كونو، ووزير البيئة السابق شينجيرو كويزومي.
ويقول الخبراء إن الحزب الليبرالي الديمقراطي سوف يضطر إلى اختيار وجه جديد ينأى بنفسه عن الفضائح التي أغرقت الحزب مؤخرا من أجل البقاء في الانتخابات العامة، والتي من المقرر أن تجرى بحلول الربع الثالث من عام 2025 على أقصى تقدير.