«خريطة طريق» أوروبية لتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا
«خريطة طريق» أوروبية لتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا
اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين على "خريطة طريق" لتخفيف العقوبات التي فرضت على سوريا في عهد بشار الأسد، وفق ما أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في التكتل.
وقالت كايا كالاس بعد اجتماع لمجلس الشؤون الخارجية، الذي يضم وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، مساء الاثنين "هذا من شأنه أن يعطي دفعة للاقتصاد السوري ويساعد البلاد على العودة إلى الوقوف على قدميها"، وأكدت كالاس في هذا الصدد "نريد التحرك بسرعة، لكن يمكن التراجع عن رفع العقوبات إذا تم اتخاذ قرارات خاطئ، وبالتوازي مع ذلك، سنعمل على زيادة المساعدات الإنسانية وجهود التعافي"، وفرض الاتحاد الأوروبي العقوبات على حكومة الأسد وعلى قطاعات كاملة من الاقتصاد السوري، وأوضحت كالاس أن الوزراء وافقوا على "خريطة طريق" لتخفيف العقوبات بدءا من قطاعات رئيسية مثل الطاقة.
بدوره أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الاثنين أن تخفيف العقوبات سيشمل "قطاع الطاقة والنقل والمؤسسات المالية"، وأعرب الاتحاد الأوروبي عن رغبته في المساعدة في إعادة إعمار الدولة التي مزقتها الحرب وبناء علاقات مع قادتها الجدد الذين يدعون بانتظام إلى رفع العقوبات، لكن بعض الدول الأعضاء أبدت تحفظاتها بشأن رفع العقوبات، وطالبت بضمانات ملموسة من الإدارة السورية الجديدة بشأن عملية الانتقال السياسي، لذلك سيعلق الاتحاد الأوروبي العقوبات ولن يرفعها نهائيا من أجل الحفاظ على ورقة ضغط على القيادة السورية الجديدة.
ويظل القائد العام للإدارة السورية أحمد الشرع، وهيئة تحرير الشام الإسلامية التي يتزعمها، مشمولين بعقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي. وقال دبلوماسيون إنه لم تجر حتى الآن أي مناقشات بشأن هذا الموضوع، وقالت كالاس "ما لا نخففه بالطبع هو أي شيء مرتبط بالاتجار بالأسلحة وكل ما لا يزال يثير قلقنا مثل التطرف وما قد يحدث. لذلك، لدينا الآن قرار سياسي وخارطة طريق ونهج خطوة بخطوة، بحيث إذا رأينا بعض الخطوات تسير في الاتجاه الصحيح، سنكون مستعدين أيضًا لتخفيف العقوبات التالية"، وأضافت "ما يجب أن أقوله هو أن هذا اتفاق سياسي. وهناك أيضا قضايا فنية يجب حلها، لكنني آمل أنه نظرًا لأن الإرادة السياسية موجودة، سيتم حل هذه القضايا في الأسابيع المقبلة".
من جهته، رحب وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني بقرار الاتحاد الأوروبي بشأن تخفيف العقوبات، وقال الشيباني في منشور على منصة إكس "نرحب بالخطوة الإيجابية التي بادر بها الاتحاد الأوروبي بتعليق العقوبات المفروضة على سوريا لمدة عام واحد تمهيدا لرفعها بشكل نهائي، ونتطلع أن ينعكس هذا القرار إيجابيا على جميع مناحي الحياة للشعب السوري ويؤمن التنمية المستدامة"، وسيشرع المسؤولون الآن في العمل على التفاصيل الفنية لتخفيف العقوبات قبل تبني التعليق بصورة قانونية.