الدولار يواصل التراجع أمام عملات الملاذ الآمن.. واليوان يهبط لأدنى مستوى له في 17 عاماً

الدولار يواصل التراجع أمام عملات الملاذ الآمن.. واليوان يهبط لأدنى مستوى له في 17 عاماً
انخفض الدولار مقابل كل من عملات الملاذ الآمن والعملات عالية المخاطر، الخميس، مع محاولة المتعاملين تحديد مواقعهم بعد الإعلان المفاجئ للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، بتعليق الرسوم الجمركية، على الرغم من انخفاض اليوان الصيني.
وفي خطوة مفاجئة، منح ترامب، الأربعاء، أسواق المال فترة مهلة مدتها 90 يوماً على الرسوم الجمركية المتبادلة التي بدأ تنفيذها قبل أقل من 24 ساعة، رغم أنه حافظ على معدل رسوم أساسي بنسبة 10 في المائة على معظم الدول. في الوقت نفسه، استهدف الصين بفرض رسوم إضافية بنسبة 125 في المائة على الواردات الصينية مع بدء التنفيذ الفوري، بعد أن ردت بكين بفرض ضريبة بنسبة 84 في المائة على السلع الأميركية، وأدى الإعلان إلى تحركات حادة في الأسواق من السندات الحكومية إلى السلع، ولم تكن العملات استثناءً؛ حيث ضعف كل من الفرنك السويسري والين الياباني بوصفهما من الأصول الآمنة، بينما ارتفع الدولار الأسترالي، الذي يُعد مقياساً لموقف المستثمرين تجاه النمو العالمي.
وقام المتداولون، الخميس، بتعديل مراكزهم، وكانت الاتجاهات بشكل عام في اتجاه سلبي بالنسبة للدولار، حيث انخفض الدولار بنسبة 0.66 في المائة أمام الين ليصل إلى 146.7، و0.5 في المائة أمام الفرنك السويسري ليصل إلى 0.8539، وعلى المدى الطويل، يبقى الدولار ضعيفاً أمام كل من الين والفرنك منذ الإعلان عن الرسوم المتبادلة في 2 أبريل (نيسان)، ومنذ بداية أبريل فقد الدولار 2 في المائة أمام الين، و3.5 في المائة أمام الفرنك السويسري.
وكان ذلك جزءاً من الضغط على الدولار نتيجة انخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية، مما أعاد إحياء العلاقة التقليدية التي كانت قد انهارت، الأربعاء، في التداولات الآسيوية والأوروبية عندما ضعُف الدولار رغم البيع الحاد في سندات الخزانة الذي دفع العوائد للارتفاع، ولا يزال هناك شعور من التوتر بشأن الدولار نتيجة التقلبات في سياسة ترامب التجارية، وقال كريس تيرنر، رئيس الأبحاث العالمية في بنك «آي إن جي»، في مذكرة صباحية إن زوج الدولار - الين «يتداول عادة في نطاق 150 - 155 عندما تكون عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات عند 4.25 - 4.30 في المائة كما هي اليوم»، وأضاف تيرنر: «الواقع أن تداول الدولار - الين عند مستوى 146 يشير إلى أن التقلبات في السياسة تتطلب الآن علاوة مخاطرة أعلى للأسواق الأميركية».
وكان الدولار أيضاً أضعف في أماكن أخرى، حيث ارتفع اليورو بنسبة 0.7 في المائة إلى 1.1024 دولار، بينما ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.35 في المائة إلى 1.2875 دولار، كما كانت العملات المرتبطة بالمخاطر أقوى، حيث ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.2 في المائة إلى 0.6164 دولار، وزادت أيضاً الكرونة السويدية بنسبة 0.1 في المائة لتصل إلى 9.936 كرونة لكل دولار.
أما اليوان الصيني فقد جذب الانتباه، حيث انخفض اليوان في التداولات الداخلية إلى 7.3518 لكل دولار في بداية التداولات، وهو أضعف مستوى له منذ 26 ديسمبر (كانون الأول) 2007، لكنه عاد وارتفع قليلاً إلى 7.344 لكل دولار، وقام بنك الصين المركزي بخفض توجيه سعر اليوان الرسمي للمرة السادسة على التوالي، الخميس، ما يشير إلى نيته السماح بتخفيض تدريجي للغاية للعملة، ويترقب المستثمرون ما إذا كانت السلطات الصينية ستستخدم انخفاض قيمة العملة بوصفه جزءاً من حربها التجارية مع الولايات المتحدة. وفي حين أن اليوان في السوق الخارجية كان أضعف قليلاً عند 7.3575 لكل دولار. ومع ذلك، لا يزال بعيداً عن المستوى القياسي الذي سجله يوم الثلاثاء عند 7.4288 لكل دولار.