أميركا تفرض قيوداً جديدة على رقائق "إنفيديا" المصدرة للصين.. و5.5 مليار دولار الخسائر المتوقعة

أميركا تفرض قيوداً جديدة على رقائق "إنفيديا" المصدرة للصين.. و5.5 مليار دولار الخسائر المتوقعة
تواجه شركة "إنفيديا" قيوداً أميركية جديدة على تصدير شريحة "H20" إلى الصين، وهو تغيير في السياسات سيكلّف الشركة مليارات الدولارات، ويُعيق خط إنتاج تم تصميمه خصيصاً للامتثال للقيود السابقة.
وأوضحت الشركة، في إفصاح تنظيمي يوم الثلاثاء، أن الحكومة أبلغتها يوم الإثنين بأن هذا الترخيص سيكون سارياً "لفترة غير محددة"، وأضافت أن مسؤولين حكوميين أوضحوا أن القواعد الجديدة تعالج مخاوف من أن "المنتجات المشمولة قد تُستخدم في أو تُحوَّل إلى حاسوب فائق في الصين"، بحسب نص الإفصاح، وحذرت "إنفيديا" من أن الخطوة ستؤدي لتكاليف بنحو 5.5 مليار دولار خلال الربع المالي الأول، نتيجة "مخزونات، والتزامات شراء، ومخصصات مرتبطة" بسلسلة شرائح "H20"، وكانت رقائق الذكاء الاصطناعي من إنفيديا محور تركيز رئيسيا لضوابط التصدير الأميركية، حيث سعى المسؤولون الأميركيون لمنع بيع أحدث الرقائق إلى الصين، في محاولة للحفاظ على صدارة سباق الذكاء الاصطناعي.
وتراجعت أسهم إنفيديا بنحو 6% في تداولات ما بعد الإغلاق عقب الإعلان. كما هبطت أسهم شركة "أدفانسد مايكرو ديفايسز"، التي تنافس "إنفيديا" في سوق شرائح الذكاء الاصطناعي، ولم يصدر تعليق فوري من البيت الأبيض رداً على طلب للتوضيح، و(إتش20) هي حاليا أكثر رقائق إنفيديا تطورا من المعروضة للبيع في الصين، وهي محورية في جهودها الرامية لمواكبة صناعة الذكاء الاصطناعي المزدهرة في الصين.
وذكرت مصادر صحفية في فبراير أن شركات صينية، منها تينسنت وعلي بابا وبايت دانس، الشركة الأم لتطبيق تيك توك، زادت من طلباتها على رقائق (إتش20) نظرا للطلب المتزايد على نماذج الذكاء الاصطناعي منخفضة التكلفة من شركة ديبسيك الناشئة، وفي حين أن (إتش20) ليست بنفس سرعة شرائح إنفيديا المعروضة للبيع خارج الصين في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، فإنها تنافس بعض هذه الشرائح في مرحلة تعرف باسم "الاستدلال"، حيث تقدم نماذج الذكاء الاصطناعي إجابات للمستخدمين. ويشهد الاستدلال نموا سريعا ليصبح القطاع الأكبر في سوق شرائح الذكاء الاصطناعي.
لكن إنفيديا قالت أمس الثلاثاء إن الحكومة الأميركية تقيد مبيعات (إتش20) للصين نظرا لخطر استخدامها في حواسيب عملاقة. ورغم أن (إتش20) لديها قدرات حوسبة أقل من شرائح إنفيديا الأخرى، فإن قدرتها على الاتصال بشرائح الذاكرة وشرائح الحوسبة الأخرى بسرعات عالية لا تزال مرتفعة، وقالت إنفيديا أمس إن الحكومة الأميركية أبلغتها في التاسع من أبريل بأن الشريحة (إتش20) ستتطلب ترخيصا لتصديرها إلى الصين، وفي 14 من الشهر نفسه بأن هذه القواعد ستظل سارية إلى أجل غير مسمى.
ويرى محللون أن القيود المفروضة على H20 قد تصب في مصلحة شركات تصنيع رقاقات الذكاء الاصطناعي الصينية، وعلى رأسها "هواوي"، التي تقدم منتجات منافسة لتلك التي تطرحها "إنفيديا"، وقال نوري تشيو، مدير الاستثمار في شركة "وايت أوك كابيتال بارتنرز" التي تتخذ من سنغافورة مقراً لها، إن "من خلال تقييد نظام H20، تدفع الجهات التنظيمية الأميركية عملاء إنفيديا الصينيين فعلياً نحو رقاقات الذكاء الاصطناعي من هواوي"، وأضاف تشيو: "من المرجح أن تتطور قدرات هواوي في تصميم الرقاقات والبرمجيات بشكل سريع مع اتساع قاعدة عملائها وزيادة خبرتها في مجال التطوير".
وتأتي هذه الأخبار في الوقت الذي أعلنت فيه إنفيديا يوم الاثنين أنها تخطط لبناء خوادم ذكاء اصطناعي بقيمة تصل إلى 500 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدى السنوات الأربع المقبلة بمساعدة شركاء مثل تايوان سيميكوندكتور مانيوفاكتشرينج (تي.إس.إم.سي)، تماشيا مع سعي إدارة ترامب للتصنيع المحلي.