إسرائيل وإيران في اليوم الرابع.. قصف متبادل واستهداف للبنى التحتية

إسرائيل وإيران في اليوم الرابع.. قصف متبادل واستهداف للبنى التحتية
لليوم الرابع، واصلت إسرائيل وإيران، الاثنين، تبادل الضربات الجوية والصاروخية، إذن تشن تل أبيب هجمات على أهداف عسكرية وحيوية إيرانية مختلفة، فيما أكدت طهران أن «لا حدود» في الرد على إسرائيل بعدما «تجاوزت كل الخطوط الحمر»، وشنت بالفعل عدة موجات بمئات الصواريخ الباليستية على الدولة العبرية.
وتركزت هجمات اليوم على البنى التحتية في كلا البلدين. وتوعدت إيران بتنفيذ ضربات صاروخية «أشد تدميراً ضد أهداف حيوية» في إسرائيل، فيما شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على أن بلاده لا تنوي تطوير أسلحة نووية لكنها تسعى للحفاظ على حقها في الطاقة والأبحاث النووية، وأعلنت خدمات الإسعاف الإسرائيلية أن حصيلة الدفعة الأخيرة من الصواريخ التي أطلقتها إيران على الدولة العبرية، الاثنين، بلغت 5 قتلى على الأقل ونحو 100 جريح.
وفي سياق متصل قال قائد القوات البرية بالجيش الإيراني إن قواته استهدفت مواقع داخل إسرائيل بعشرات المسيرات خلال اليومين الماضيين، في ما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بإسقاط المسيرة التي اخترقت الأجواء من الشرق ووصلت إلى السهل الساحلي.
وشهدت مناطق إسرائيلية، ليلة أمس، من بينها حيفا وكريات جات وتل أبيب، سقوط صواريخ إيرانية جديدة ضمن جولة تصعيد متواصلة بين طهران وتل أبيب، تخللها تدمير مبانٍ واندلاع حرائق وإصابات بشرية، في حين استمر الجيش الإسرائيلي في اعتراض الصواريخ، وطلب من السكان مغادرة الملاجئ بعد انحسار التهديد، وأظهرت الصور التي بثتها وسائل إعلام إسرائيلية اندلاع حرائق كبيرة في مدينة حيفا إثر إصابة مبنيين بصواريخ إيرانية. كما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بوقوع إصابات في كريات جات، وسط أنباء عن وجود عالقين تحت الأنقاض الجيش الإسرائيلي أكد أن منظومات الدفاع الجوي اعترضت عدداً كبيراً من الصواريخ، إلا أن بعضها أصاب أهدافًا مدنية، مشيرًا إلى أن بعض القذائف أطلقت من غرب إيران، في ردّ إيراني على الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية ومنصات إطلاق في مشهد ومناطق أخرى.
في المقابل، تحدثت مصادر إيرانية عن استهداف ما وصفته بـ"مراكز اتخاذ القرار" داخل إسرائيل، بما في ذلك مواقع عسكرية وسكن قيادات بارزة. ولم تؤكد إسرائيل تلك المزاعم، معتبرة إياها جزءًا من حملة دعائية، لكنها أقرت بتصاعد التهديد من الترسانة الصاروخية الإيرانية.
بدورها شهدت العاصمة الإيرانية طهران، صباح الاثنين، تصعيداً عسكرياً حاداً بين إيران وإسرائيل، حيث نفذ سلاح الجو الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مقرات قيادية إستراتيجية تابعة لفيلق القدس والحرس الثوري الإيراني، وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، أن "طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، بتوجيه استخباراتي دقيق من هيئة الاستخبارات العسكرية، أغارت على مقرات قيادة تابعة لفيلق القدس والجيش الإيراني"، وبرر أدرعي العملية بالقول إن "عناصر من فيلق القدس استخدمت مقرات القيادة، بهدف التخطيط لعمليات إرهابية ضد دولة إسرائيل عبر وكلاء النظام الإيراني في الشرق الأوسط"، ونشر المتحدث العسكري الإسرائيلي مقطع فيديو يُظهر المواقع المستهدفة، والتي تضمنت مباني قيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
كما أفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية بتعرض مقر وزارة الدفاع الإيرانية لغارة جوية، إضافة إلى استهداف منشآت تابعة لدعم القوات المسلحة ومنظمة الأبحاث والابتكارات الدفاعية، وبحسب تقارير إسرائيلية، نفذ جهاز الموساد عملية نوعية من خلال إطلاق صاروخ من داخل الأراضي الإيرانية باتجاه منشأة تابعة للحرس الثوري في طهران، كما استهدفت الغارات الإسرائيلية مستودعات نفطية ومواقع تخزين وإطلاق الصواريخ في مناطق متفرقة من العاصمة الإيرانية.
وعلى الصعيد السياسي دعت إيران الدول الأوروبية الإثنين إلى وقف "العدوان" الإسرائيلي على أراضيها، بعد أربعة أيام على بدء الدولة الإسرائيلية هجمات واسعة تردّ عليها طهران بشنّ ضربات صاروخية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في مؤتمر صحفي "كان ينبغي على ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إدانة جرائم الكيان الصهيوني بوضوح تام"، مضيفا "نتوقع بطبيعة الحال من الدول الأوروبية العمل على إنهاء العدوان… وإدانة أفعال هذا الكيان ضد المنشآت النووية" الإيرانية.
بدوره قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الإثنين، إن سكان العاصمة الإيرانية طهران «سيدفعون الثمن قريباً»، وذلك في أعقاب الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف تل أبيب ومدينة حيفا الساحلية قبيل فجر اليوم، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص، ويأتي هذا التصريح في إطار التصعيد المتواصل بين الطرفين، بعد أن دخلت المواجهة مرحلة علنية ومباشرة، وسط مخاوف دولية من انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة.