الاحتياطي الفيدرالي الامريكي وماذا ننتظر - اجتماع يوليو 2025

تتجه أنظار الأسواق العالمية مساء اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025 في تمام الساعة 22:00 بتوقيت مكة المكرمة نحو نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في حدث وتوقيت نادر الحصول حيث يجتمع صانعو السياسات في نفس الأسبوع الذي تصدر فيه الحكومة تقاريرها حول الناتج المحلي الإجمالي والتوظيف ومقاييس الأسعار المفضلة لدى الاحتياطي الفيدرالي وسط ترقب شديد ومتابعة حذرة لأي إشارات بشأن مستقبل أسعار الفائدة ويأتي هذا الاجتماع في ظل تزايد التوقعات بتغيير محتمل في لهجة السياسة النقدية وفي ظل الضغط السياسي المسلط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه كذلك يأتي بعد سلسلة من المؤشرات الاقتصادية المتباينة وسيتم إصدار بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يعقبه بنصف ساعة المؤتمر الصحفي المرتقب لرئيس الفيدرالي جيروم باول الذي من المتوقع أن يوضح رؤية البنك المركزي حيال التضخم والنمو ومسار الفائدة في المرحلة المقبلة.

أرى ان مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيقوم بتثبيت معدل الفائدة عند مستويات 4.50% وهو نفس المستوى منذ ديسمبر الماضي مع ذلك قد لا يكون قرار لجنة السياسة النقدية المؤلفة من 12 عضو بالإجماع فقد أشار عضوان إلى تأييدهما لخفض أسعار الفائدة هذا الأسبوع وهما محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر ونائبة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي للإشراف ميشيل بومان وهما اثنان من المعينين من قبل ترامب والذين أعربا عن قلقهما من أن أسعار الفائدة مرتفعة للغاية في ظل المخاطر المتزايدة على التوظيف وإذا أدلى كل من والر وبومان بصوتين مخالفين فستكون هذه هي المرة الأولى التي يفعل فيها حاكمان ذلك منذ عام 1993 ويعتبر والر من بين المرشحين الذين يفكر ترامب فيهم ليحلوا محل باول عندما تنتهي فترة ولايته كرئيس للاحتياطي الفيدرالي في مايو المقبل وفي الأسابيع الأخيرة قال العديد من المسؤولين في بنك الاحتياطي الفيدرالي بما في ذلك رئيس البنك جيروم باول إنهم يشعرون بالقلق إزاء الجانب التضخمي من التفويض المزدوج للبنك المركزي للحفاظ على التضخم منخفضا والتوظيف مرتفعا ومع انخفاض معدل البطالة إلى 4.1% وهو معدل منخفض مقارنة بالمعايير التاريخية وتجاوز التضخم الأساسي 2.7% متجاوزا هدف الاحتياطي الفيدرالي يفضل العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لكبح التضخم بدلا من خفضها لتعزيز التوظيف حيث تعقد الحرب التجارية للرئيس دونالد ترامب التوقعات وصورة المشهد بالكامل ويخشى مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي من أن تنتقل ضرائب الاستيراد الشاملة التي فرضها ترامب بشكل متزايد إلى المستهلكين مما سيفاقم التضخم وفي الوقت نفسه قد تؤدي التعريفات الجمركية إلى إبطاء الاقتصاد والإضرار بسوق العمل مما قد يؤدي إلى حالة من الركود التضخمي ويترك بنك الاحتياطي الفيدرالي في مأزق بشأن سياسته النقدية.

المؤتمر الصحفي لـــ جيروم باول ماذا ننتظر؟؟
في مؤتمره الصحفي مساء اليوم من شبه المؤكد أن باول سيواجه أسئلة حول الرسوم الجمركية والتضخم وارى انه سيستخدم نفس أسلوبه الحذر مكررا رسالته بأن المسؤولين ملزمين بالحفاظ على استقرار الأسعار مع استمرار التضخم فوق هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2% ورؤية المزيد من البيانات الاقتصادية قبل التحرك لاي خطوة.. وقد واجه باول ضغوطا استثنائية من ترامب هذا العام شملت تهديدات بالفصل وركزت هجمات الجمهوريين على البنك المركزي في الأسابيع الأخيرة على مشروع تجديد مبانيه الذي تبلغ تكلفته 2.5 مليار دولار وبلغت ذروتها يوم الخميس بجولة قام بها ترامب بنفسه في موقع البناء وبالرغم من ذلك سيكرر باول للصحفيين حول تركيزه على المهمة التي كلفه بها الكونجرس وهي التفويض المزدوج للحفاظ على التضخم منخفضا والتوظيف مرتفعا وسيحافظ في الوقت نفسه على سرد متوازن بين كل الملفات ...... اختم احبتي الكرام هذه الأمسية هامة لما ستوضحه لنا من مسارات مستقبلية ويهمنا ان نفهم جيدا ما يخطط له صناع السياسة النقدية لمسار الفائدة المستقبلي على الأطر الزمنية القصيرة والمتوسطة والبعيدة ... اوصيكم بالحذر والمتابعة عن كثب وكما عودناكم دوما سيقوم فريق الأبحاث والدراسات في الأكاديمية العربية للأعمال بتغطية هذا الحدث مساء اليوم على موقعنا الالكتروني والقناة الرسمية لي على التلجرام وفالكم الربح والتوفيق.

وسلامتكم
المحلل المالي والتقني 
عبد الرحمن الأصفر