اليورو - عثرات عبر الزمن
اليورو - عثرات عبر الزمن
لمحة تاريخية
تم تشكيل العملة فعليا في عام 1999 وبدء التداول بالقطع النقدية والاوراق النقدية عام 2002 - واستحوذت بسرعة على العملات الوطنية السابقة وتوسعت ببطء على بقية الاتحاد الأوروبي.
في عام 2009 أنهت معاهدة لشبونة سلطتها السياسية -مجموعة اليورو - إلى جانب البنك المركزي الأوروبي.
أثيرت الأفكار الأولى لاتحاد اقتصادي ونقدي في أوروبا قبل إنشاء الجماعات الأوروبية بوقت طويل حين طلب غوستاف ستريسمان في اوائل القرن 19 عملة أوروبية موحدة على خلفية الانقسام الاقتصادي المتزايد بسبب عدد من الدول القومية الجديدة في أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى.
الهدف الرئيسي من انشاء اليورو لأن عملة واحدة بالنسبة للدول الاعضاء تقدم العديد من المزايا والفوائد مقارنة مع الوضع السابق حيث كان لكل دولة عضو - عملتها الخاصة
ولا يقتصر الأمر على القضاء على مخاطر التقلبات والانهيارات وتكاليف الصرف وتعزيز السوق الموحدة في ذلك الوقت ولكن اليورو يعني أيضا تعاون أوثق بين دول الأعضاء من أجل استقرار العملة والاقتصاد ولتحقيق المصلحة العامة للجميع.
وكان اليورو قد شاهد ذروة ارتفاعه مقابل الدولار في عام 2009.
حيث كانت وتيرة السعر مقابل الدولار الأمريكي
2004 السعر 1.24
2009 السعر 1.47
2012 السعر 1.28
2020 السعر 1.15 - 1.06
- اليورو و تداعيات الوباء العالمي ( كرونا )
يتجه اليورو نحو هبوط حاد في النصف الأول من عام 2020 وسط عمليات إغلاق واسعة النطاق لوقف انتشار فيروس كرونا في الدول اعضاء اليورو ليصل الى قاع سعري 1.062 .
توقع المسح الشهري الذي أجرته بلومبيرج للاقتصاديين " أن ينكمش الاقتصاد في منطقة اليورو بأكثر من 10٪ في الفترة من يناير إلى يونيو ومعظم الخسائر التي ستبلغ نسبتها- 8.3٪ - ستكون في الربع الثاني.
تظهر الاستطلاعات أضرار واسعة النطاق حيث أظهرت الاستطلاعات أن نمو اقتصاد ألمانيا سينكمش هذا الربع و إيطاليا و إسبانيا و فرنسا حسب " تصريح وزير المالية سينكمش اقتصادها بنسبة 8% "
البنوك والمؤسسات المركزية مثل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تصدر تقارير سلبية تحتوي على ارقام تدل على الاضرار الاقتصادية التي تأثرت بها البلاد على أثر انتشار الوباء العالمي كرونا.
توقعات وتحليل اقتصادي - سياسي:
- ارى ان الإجراءات المتخذة من دول اعضاء اليورو ليست في مستوى الانهيارات الاقتصادية والكوارث التي حلت بدول الاتحاد الاوروبي و التي قدرت خسائرها حتى الان بأكثر من ترليون دولار.
- بالإضافة الى ان منطقة اليورو فشلت حتى الان في تقديم دعم حزمة مالية ضخمة مثل الولايات المتحدة الامريكية.
- من جهة اخرى ارى ان هناك العديد من القوى الخارجية ستعمل على اقتناص فرصة القضاء على تكتل كان عاملا أساسيا في مواجهة مطامعها للسيطرة على القارة الأوروبية مثل روسيا والتي من الممكن ان تطمع لإعادة مشروع الاتحاد السوفياتي وبسط سيطرتها على دول أوروبا الشرقية أو الولايات المتحدة والصين والتي تريد تفكيك الوحدة الاقتصادية الأوروبية للسيطرة على أسواقها و إضعاف تنافسية شركاتها بالإضافة إلى عزل دورها في القضايا الدولية و تفكيكها إلى دويلات.
كان اليورو يعاني من مشاكل وثغرات كشفت عنها الازمة الاقتصادية التي سيطرت على الاتحاد في اخر 10 سنوات وكانت الدول الاعضاء تحاول استدراك الموقف.
وجاء تطور تفشي الفيروس في القارة العجوز "الشعرة التي قسمت ظهر البعير " حيث انني ارى ان ازمة فيروس كرونا ستكون العاصفة التي ستعصف في امال الدول الاعضاء بالحفاظ على الاتحاد - وستعاني دول اعضاء اليورو من كساد هو الاسوء منذ قرن من الزمان .
اما تقنيا :
أرى أن اليورو يحاول التماسك في مستويات 1.090 ولكن من الممكن ان نرى هبوط له لتأثره القوي بالدولار في حالة ازدياد سيولة الطلب على الدولار ولتأثر اعضاء اليورو بتداعيات انتشار الوباء قد نشهد انخفاض لليورو لمستويات 1.070 حيث ان كسر هذا المستوى السعري سنجد حينها المزيد من الانخفاض الى مستويات 1.045
من الممكن وضع أمر بيع معلق على زوج اليورو - دولار من مستويات 1.1050 - 1.1080
بأهداف سعرية قد تصل خلال الاشهر القادمة الى مستويات 1.0780 - 1.0650
انصح جميع المتداولين على زوج اليورو اخذ الحيطة والحذر في تداولاتهم عليه مع ادارة راس المال تحسبا من اي انقلابات سعرية مفاجأة قد تحصل بسبب اخبار الوباء المسيطرة على حركة الزوج هذه الايام.
Reply