الاحتياطي الفيدرالي الامريكي وماذا ننتظر !!!

يتوجه اهتمام العالم المالي والاقتصادي مساء اليوم الأربعاء الموافق 26 يوليو 2023  في تمام الساعة 21:00  بتوقيت مكة المكرمة الى نتائج اجتماعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي التي تأتي بعد اجتماع استمر لمدة يومين والذي سيتخذ فيه قرار محوري حيث سيصدر بيان اللجنة الفيدرالية ومعدلات أسعار الفائدة ثم سيعقد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول مؤتمرا صحفيا بعد 30 دقيقة وسيكون لهذا الاجتماع خصوصية كبيرة وهامة لمناقشة بيانات المسح المصرفي ربع السنوية التي اكتسبت أهمية متزايدة منذ سلسلة من انهيار البنوك الإقليمية في وقت سابق من هذا العام ويأتي أيضا بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية المتباينة وبعد التوقف عن الرفع في الاجتماع الماضي 

مجلس الاحتياطي الفيدرالي أمام خيارين

أرى ان مجلس الاحتياطي الفيدرالي أمام خيارين اليوم اما التثبيت او الرفع بمقدار 25 نقطة أساس وارجح الرفع بمقدار ربع نقطة مئوية بشكل اكبر وهو ما سيمثل الارتفاع الحادي عشر في اجتماعات السياسة النقدية الـ12 الماضية للبنك المركزي الأمريكي  وربما ستكون الخطوة الأخيرة في معركته الطويلة والصعبة ضد التضخم ومن شأن ذلك أن يرفعها إلى أعلى مستوى تقريبا منذ النهج المتبع في التعامل مع الأزمة المالية 2007-2009 بعد سلسلة سريعة من الزيادات في أسعار الفائدة خلال العام الماضي مع تحرك البنك المركزي بخطوات كبيرة غير معتادة تبلغ ثلاثة أرباع نقطة مئوية في مرحلة ما .... وارى ان صناع السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي منذ الاجتماع الماضي  يقومون باتخاذ قراراتهم على أساس اجتماع تلو الآخر وبحسب البيانات الواردة وهو نهج يهدف إلى إبقاء خياراتهم مفتوحة ومن المرجح أن يتم التأكيد عليه من قبل رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في مؤتمر صحفي بعد نصف ساعه من إصدار بيان السياسة النقدية ومن المرجح أن يترك البيان إرشاداته في مكانها وأن يستمر في وصف النمو الاقتصادي بأنه متواضع على الرغم من البيانات المتفائلة في الغالب قبل إصدار الناتج المحلي الإجمالي يوم الخميس ويمكن للجنة مناقشة ما إذا كان ينبغي الاعتراف بالتقدم الأخير في التضخم أو القول ببساطة أنه لا يزال مرتفعا ولن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتحديث التوقعات الاقتصادية الفصلية وأسعار الفائدة في اجتماع اليوم على الرغم من أن صانعي السياسة سيكون لديهم فرصة لمناقشة بيانات المسح المصرفي ربع السنوية التي اكتسبت أهمية متزايدة منذ سلسلة من انهيار البنوك الإقليمية في وقت سابق من هذا العام وسيكون لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي كمية أكبر من المعتاد من البيانات الاقتصادية لتقييمها قبل اجتماعه المقبل في 19-20 سبتمبر  على بعد حوالي ثمانية أسابيع تقريبا ويسمح المدى الأطول بتراكم المعلومات المتعلقة بالوظائف والتضخم لمدة شهرين كاملين 

الاحتياطي الفيدرالي وحربه ضد التضخم

يصل الاحتياطي الفيدرالي إلى لحظة محورية في حربه ضد التضخم بعد أكثر من عام من الاتفاق القوي على الحاجة إلى أسعار فائدة أعلى حيث بدأت الاختلافات بين صانعي السياسة في التعمق عندما يزنون متى يتوقفون عن الرفع ومدة إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة ويتم تقسيم المشاركين في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إلى ثلاث مجموعات رئيسية وهم صقور البنك المركزي الذي يميلون دوما الى التشديد النقدي والحمائم الذين يميلون الى سياسة نقدية سهلة تفضل خلق فرص العمل والمجموعة الثالثة التي تسعى الى حل وسط بين المجموعتين حيث يؤدي الانقسام المتزايد بينهما إلى غموض التوقعات بشأن المعدلات ويهدد الوحدة التي حافظ عليها رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خلال فترة ولايته  والتي بدورها يمكن أن تقوض مصداقية البنك المركزي فيما يتعلق بالتضخم والتواصل مع المستثمرين وتتمثل شخصيات صقور الاحتياطي الفيدرالي بكريستوفر والر ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس جيمس بولارد و لوريتا ميستر من كليفلاند وميشيل بومان ، ولوري لوجان من بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس  وتوماس باركين من ريتشموند  ونيل كاشكاري من مينيابوليس أما الفريق الثاني الذي يميل الى التسهيل النقدي فهم رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستن جولسبي ورئيس فيلادلفيا الفيدرالي باتريك هاركر وليزا كوك  ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن سوزان كولينز  ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي

المؤتمر الصحفي لـــ جيروم باول ماذا ننتظر؟؟

ستتابع الاسواق أي أدلة من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول حول مدى جدية الاحتياطي الفيدرالي على رفع الفائدة مرة أخرى في عام 2023 مع تراجع ضغوط التضخم في الشهر الماضي واعتقد ان بأول سوف يترك جميع الخيارات مفتوحة وإنهم يريدون تجنب أخطاء السبعينيات والثمانينيات عندما تم ايقاف رفع الفائدة  قبل الأوان وسيسأل باول في المؤتمر الصحفي عما إذا كانت توقعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في مخطط النقطة لشهر يونيو في ملخص التوقعات الاقتصادية الداعية إلى زيادة أخرى ما زالت سليمة  في ضوء أخبار التضخم الأفضل من المتوقع في يونيو وسيكون لردود بأول أهمية كبيرة على تحركات الأسواق .... اختم احبتي الكرام هذه الأمسية خطيرة وعلى قدر كبير من الأهمية فهي ترسم لنا صورة واضحة لما سيحصل خلال للمدة المتبقية من هذا العام... اوصيكم بالحذر والمتابعة عن كثب وكما عودناكم دوما سيقوم فريق الأبحاث والدراسات في الأكاديمية العربية للأعمال بتغطية هذا الحدث مساء اليوم على موقعنا الالكتروني قسم المدونة العامة والقناة الرسمية لي على التلجرام ومجموعات VIP المختصة بذلك وفالكم الربح والتوفيق.
المحلل المالي والتقني 
عبد الرحمن الأصفر