خسائر تريليونية في سوق الأسهم الأمريكية.. وترامب يرد: "الاقتصاد يعاني من خلل مزمن"

أغلقت المؤشرات الأميركية الرئيسية على خسائر جماعية فادحة في جلسة الخميس وسط موجة خسائر شركات التكنولوجيا العملاقة والشركات الصغيرة على حد سواء، حيث أثارت الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على شركاء تجاريين رئيسيين للولايات المتحدة مخاوف من حرب تجارية شاملة وركود اقتصادي عالمي.

وهرب المستثمرون من الأصول الخطرة، باحثين عن ملاذ آمن في السندات الحكومية، بعد أن فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 10% على معظم الواردات الأميركية، ورسوماً أعلى بكثير على عشرات الدول الأخرى، وانخفض عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوياته في 5 أشهر.

وتراجع مؤشر الداو جونز بنسبة 4% أي ما يعادل 1680 نقطة مسجلاً أكبر خسارة يومية منذ يونيو من عام 2020، وتراجع مؤشر S&P500 بنسبة 4.8% في يوم الخميس مسجلاً أكبر خسارة يومية منذ يونيو من عام 2020، كما انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 6% مسجلاً أكبر خسارة يومية منذ مارس من عام 2020، وهبط مؤشر Russell 2000 للشركات الصغيرة لتتجاوز خسائره 20% منذ ذروة 25 نوفمبر الماضي ويدخل رسمياً في مرحلة السوق الهابطة، انخفضت أسهم البنوك الكبرى، مثل Citigroup وBank of America، والتي تُعتبر حساسة للمخاطر الاقتصادية، بأكثر من 10% لكل منهما. كما خسر سهم JPMorgan نحو 6% من قيمته.

وخسرت أسهم التكنولوجيا السبع الكبرى بالمعروفة باسم " The Magnificent 7" نحو 1.03 تريليون دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد بعد اهتزاز النظام التجاري العالمي بسبب رسوم ترامب الجديدة، وتصدر سهم Apple قائمة الخاسرين بعد أن هبط بنسبة 9% ليتكبد أكبر خسارة يومية في 5 سنوات متأثراً بفرض رسوم جمركية إجمالية بنسبة 54% على الصين، التي تُشكل أساس معظم عمليات تصنيع أجهزة iPhone.

وفي أول تعليق له على التراجعات الحادة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب من على متن طائرته الرئاسية إن ما حدث في الأسواق "متوقع"، مؤكدًا أن فرض الرسوم الجمركية أمر ضروري لإصلاح اقتصاد يعاني من "خلل مزمن"، حسب تعبيره، وأضاف ترامب: "أنا منفتح على مفاوضات مع الدول الأخرى، ولكن بشرط أن يقدموا شيئًا استثنائيًا... الولايات المتحدة لم تعد قادرة على تحمل الخسائر التجارية"، وبحسب القرارات الأخيرة، فرضت الولايات المتحدة رسوماً بنسبة 10 بالمئة على معظم الواردات، ورسومًا أعلى بكثير على عشرات الدول الأخرى، ما اعتبره مراقبون "تحولًا جذريًا" في سياسة ترامب الاقتصادية التي كانت تُوصف سابقًا بأنها صديقة للأسواق.

ويتوقع محللون أن تكون الأيام المقبلة مضطربة في الأسواق، مع بدء المستثمرين تحليل الأثر الكامل لقرارات ترامب على الاقتصاد العالمي، وتشير تقديرات إلى أن استمرار هذه السياسات قد يدفع الاقتصاد الأميركي والعالمي إلى مرحلة انكماش حاد، خاصة في ظل هشاشة سلاسل التوريد والتوترات التجارية القائمة، كما شهدت الأسواق العالمية موجة بيع بعد أن أعلن ترامب الأربعاء عن معدل تعريفة جمركية أساسي بنسبة 10 بالمئة على السلع المستوردة من جميع الدول، والذي سيدخل حيز التنفيذ في 5 أبريل. وتواجه العديد من الدول رسومًا أعلى بكثير، وفقًا للبيت الأبيض، ويتساءل المستثمرون الآن عما إذا كانت الدول ستتمكن من إبرام صفقات تجارية مع الولايات المتحدة لخفض الرسوم الجمركية.