الطلب السيادي على الذهب يحافظ على استقراره في يونيو وسط تباين في استراتيجيات البنوك المركزية

أظهر أحدث تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي (WGC) أن الطلب السيادي على الذهب حافظ على استقراره خلال شهر يونيو 2025 ليختتم بذلك نصفا أول من العام اتسم بالنشاط النسبي في أسواق السبائك العالمية رغم بعض التباين في سلوكيات البنوك المركزية حول العالم - وفقًا لإحصاءات مجلس الذهب العالمي بلغت المشتريات الصافية للبنوك المركزية 22 طنا من الذهب خلال شهر يونيو بناءً على بيانات صندوق النقد الدولي ومصادر عامة أخرى وأشار التقرير إلى أن هذه الأرقام تمثل "زيادة طفيفة على أساس شهري للشهر الثالث على التوالي" في إشارة إلى وجود توجه ثابت لدى العديد من البنوك المركزية نحو تعزيز احتياطياتها من المعدن النفيس.

في المجمل سجل النصف الأول من عام 2025 صافي مشتريات بلغ 123 طنا من الذهب من قبل البنوك المركزية وعلى الرغم من أن هذا الرقم يعد قويا نسبيا إلا أنه يمثل انخفاضا طفيفا مقارنة بالنصف الأول من عام 2024 ويعكس هذا التراجع النسبي اختلافًا في الاستراتيجيات النقدية لبعض الدول خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية التي ما تزال تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي ومن بين أبرز المشترين خلال يونيو كان البنك المركزي الأوزبكي، الذي أنهى موجة بيع دامت أربعة أشهر، حيث قام بشراء 9 أطنان من السبائك الذهبية متصدرا قائمة المشترين السياديين وشاركه في هذا التوجه البنك الوطني الكازاخستاني الذي أضاف 7 أطنان إلى احتياطياته كما أظهرت جمهورية التشيك والصين وتركيا اهتماما متجددا بالذهب حيث أبلغت كل منها عن مشتريات بلغت طنين لكل دولة خلال الشهر في حين اشترت كل من غانا وقطر والفلبين وجمهورية قيرغيزستان طنًا واحدا.

على الجانب الآخر سجلت السوق بعض عمليات البيع حيث كانت سلطة النقد في سنغافورة أكبر البائعين خلال يونيو، ببيع بلغ 6 أطنان، وهو ما يُشير إلى سعي بعض الدول إلى إعادة موازنة احتياطياتها أو تلبية احتياجات نقدية محلية أما على صعيد النصف الأول من العام، فقد احتل البنك الوطني البولندي صدارة قائمة المشترين الصافيين بإجمالي بلغ 67 طنا، ما يعكس سياسة واضحة لتعزيز الأمان النقدي عبر الذهب وجاءت أذربيجان في المرتبة الثانية بـ35 طنًا، تلتها كازاخستان بـ22 طنًا، مما يعكس استمرار بعض الدول في استخدام الذهب كأداة للتحوط وسط حالة من عدم اليقين العالمي من جهة أخرى، كانت أوزبكستان وسنغافورة وروسيا أكبر البائعين السياديين للذهب خلال النصف الأول من 2025 مما يسلط الضوء على اختلاف في أولويات واستراتيجيات إدارة الاحتياطي النقدي.
بشكل عام، يُظهر تقرير مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية لا تزال تنظر إلى الذهب كأداة استراتيجية لحماية القيمة وتعزيز الاستقرار في ظل التقلبات الجيوسياسية والتضخم العالمي وبينما تتجه بعض الدول إلى تعزيز مخزونها من المعدن الأصفر تختار دول أخرى البيع لإعادة توازن احتياطاتها أو دعم سيولتها النقدية، مما يجعل من سوق الذهب السيادي ساحة ديناميكية تعكس تحولات النظام النقدي العالمي.