الدولار يتراجع مع التركيز على بيانات الوظائف الأميركية
الدولار يتراجع مع التركيز على بيانات الوظائف الأميركية
تراجع الدولار يوم الاثنين لكنه ظل قريبا من أعلى مستوياته في نحو أسبوعين مع تحول تركيز المستثمرين إلى تقرير الوظائف في الولايات المتحدة المقرر صدوره في نهاية هذا الأسبوع، وستكون بيانات الرواتب في الولايات المتحدة، المقرر صدورها يوم الجمعة، حاسمة بعد أن تحول رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من المعركة ضد التضخم إلى الاستعداد للحماية من فقدان الوظائف، ويقول المحللون إن أرقام الوظائف ستحدد حجم الخفض المتوقع لأسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي. وقد قامت الأسواق بالفعل بتسعير خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس منذ أسابيع.
وارتفع الدولار إلى أعلى مستوياته منذ 20 أغسطس آب، بدعم من ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل إلى أعلى مستوياتها منذ منتصف أغسطس آب، حيث أشارت بيانات التضخم إلى خفض أقل لأسعار الفائدة، وأشارت أرقام الناتج المحلي الإجمالي إلى أن الاقتصاد يقف على أساس متين بما يكفي لإعطاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي مساحة ليكون أقل عدوانية في تخفيف سياسته، ويتوقع المتداولون حاليا خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الشهر بنسبة 33%، في حين يتوقعون خفضا بمقدار ربع نقطة. وقبل أسبوع، كانت التوقعات 36% لخفض أكبر.
وانخفض مؤشر الدولار مقابل ستة عملات رئيسية بنسبة 0.10% إلى 101.65، بعد أن سجل 101.79، وهو مستوى لم يسجله منذ 20 أغسطس، وارتفع اليورو إلى 1.1062 دولار، بعد أن سجل 1.1043 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ 19 أغسطس.
وعلى الصعيد السياسي في أوروبا، أظهرت التوقعات أن حزب البديل من أجل ألمانيا في طريقه لأن يصبح أول حزب يميني متطرف يفوز في انتخابات إقليمية في ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية، وهو ما يمنحه قوة غير مسبوقة حتى لو كانت الأحزاب الأخرى متأكدة من استبعاده من السلطة، وقال كريستيان شولتز، نائب كبير خبراء الاقتصاد الأوروبي في سيتي جروب: "الدروس الواضحة الوحيدة هي أن حزب البديل لألمانيا اليميني المتطرف يواصل مقاومة إغراءات السلطة حتى يحصل على أغلبية مطلقة".
وأبدى بعض المستثمرين قلقهم من أن الجمود السياسي في برلين وأيضا في باريس من شأنه أن يمنع أوروبا من المضي قدما في مبادرات التكامل التي يعتقدون أنها ضرورية لإطلاق العنان لإمكانات النمو لديها ولعب دور أكبر في الشؤون العالمية، خفضت أسواق المال رهاناتها على خفض أسعار الفائدة من جانب البنك المركزي الأوروبي مع بقاء التضخم في قطاع الخدمات في أغسطس ثابتا وعدم تقديم صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي أي أدلة بشأن المزيد من التيسير النقدي بعد خفض أسعار الفائدة المتوقع على نطاق واسع في سبتمبر، وقد قاموا بتسعير خفض أسعار الفائدة بمقدار 59 نقطة أساس بحلول نهاية العام مقارنة مع 67 نقطة أساس مباشرة بعد نشر بيانات التضخم الألمانية ومن 70 نقطة أساس في منتصف أغسطس.
قال محللون إن عطلة عامة في الولايات المتحدة يوم الاثنين قد تؤدي إلى بداية بطيئة محتملة للأسبوع بالنسبة للدولار، لكن الأيام التالية ستشهد تدفقا ثابتا من البيانات الاقتصادية الكلية التي تبلغ ذروتها مع بيانات الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة، ويتوقع خبراء اقتصاديون إضافة 165 ألف وظيفة جديدة في الولايات المتحدة في أغسطس/آب، ارتفاعا من زيادة قدرها 114 ألف وظيفة في الشهر السابق، وانخفاض معدل البطالة إلى 4.2%.
ولن يجري التداول على سندات الخزانة الأميركية الاثنين بالتزامن مع العطلة الرسمية، لكن العائد على السندات لأجل عشر سنوات بلغ 3.9110 بالمئة بعد ارتفاع بلغ 4.4 نقطة أساس يوم الجمعة، واستقر الجنيه الاسترليني عند 1.31255 دولار، بالقرب من أدنى مستوى سجله يوم الجمعة عند 1.31095 دولار، وهو الأضعف منذ 23 أغسطس.