ارتفاع معدل البطالة في ألمانيا أكثر من المتوقع في سبتمبر
ارتفاع معدل البطالة في ألمانيا أكثر من المتوقع في سبتمبر
أظهرت بيانات مكتب العمل الاتحادي يوم الجمعة أن عدد العاطلين عن العمل في ألمانيا ارتفع أكثر من المتوقع في سبتمبر أيلول في أحدث علامة على التحديات التي يواجهها أكبر اقتصاد في أوروبا.
وقال المكتب إن عدد العاطلين عن العمل ارتفع بنحو 17 ألف شخص بعد تعديله موسميا إلى 2.82 مليون شخص. وكان محللون استطلعت رويترز آراءهم توقعوا ارتفاع هذا الرقم بنحو 12 ألف شخص، وظل معدل البطالة المعدل موسميًا مستقرًا عند 6.0%، وقال مكتب العمل الاتحادي إن عدد الوظائف الشاغرة بلغ 696 ألف وظيفة في سبتمبر، وهو أقل بنحو 65 ألف وظيفة عن العام الماضي، ويتوقع خبراء الاقتصاد أن ينكمش الاقتصاد الألماني، الذي انكمش بنسبة 0.1% في الربع الثاني، مرة أخرى في الربع الثالث. وعادة ما يتم تعريف الركود بأنه ربعان متتاليان من الانكماش.
وقال معهد إيفو يوم الجمعة إن الشركات في ألمانيا أصبحت أكثر حذرا في تخطيط موظفيها وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي، وانخفض مؤشر التوظيف لمعهد إيفو إلى 94.0 نقطة في سبتمبر/أيلول من 94.8 نقطة في أغسطس/آب، وقال كلاوس فولراب رئيس معهد إيفو لاستطلاعات الرأي "إن المشاكل البنيوية التي يعاني منها الاقتصاد الألماني تترك بصماتها تدريجيا على سوق العمل"، مضيفا أن الشركات تفكر بشكل متزايد في خفض الوظائف.
وبدأت سوق العمل التي كانت مرنة حتى الآن تشعر بتأثير الضعف الاقتصادي. ومن المتوقع أن يرتفع معدل البطالة هذا العام إلى 6.0% من 5.7% في عام 2023، وهو مستوى لا يُتوقع أن يصل إليه مرة أخرى حتى عام 2026، وفقًا لتوقعات معاهد الاقتصاد الرائدة التي نُشرت يوم الخميس.
وخفضت المعاهد الاقتصادية الرائدة في ألمانيا توقعاتها للعام 2024 وتتوقع الآن انكماش أكبر اقتصاد في أوروبا بنسبة 0.1 بالمئة، حسبما قال أشخاص مطلعون على أرقام التوقعات الاقتصادية المشتركة لفصل الخريف يوم الثلاثاء، وكان الاقتصاد الألماني هو الأضعف بين نظرائه في منطقة اليورو العام الماضي مع انكماشه بنسبة 0.3 بالمئة، وقالت المصادر إن التضخم من المتوقع أن ينخفض إلى 2.2 بالمئة هذا العام، من 5.9 بالمئة العام الماضي، ووفقا للمصادر ذاتها، فإنه سيكون حول مستوى 2 بالمئة الذي يستهدفه البنك المركزي الأوروبي في العامين التاليين.
ورغم أن التضخم يتجه نحو الانخفاض، فإن الاستهلاك يظل ضعيفا، كما أن تكاليف الطاقة المرتفعة والطلبات العالمية الضعيفة وأسعار الفائدة المرتفعة لا تزال تفرض ضرائبها، وسوف تبدأ سوق العمل التي كانت مرنة حتى الآن في الشعور بتأثير الضعف الاقتصادي. وقالت المصادر إن معدل البطالة سيرتفع هذا العام إلى 6.0 بالمئة من 5.7 بالمئة، وهو رقم لا يُتوقع أن يصل إليه مرة أخرى حتى عام 2026.
وترسم أحدث البيانات الاقتصادية صورة قاتمة. فقد أظهرت دراسة استقصائية يوم الثلاثاء أن معنويات الشركات الألمانية انخفضت للشهر الرابع على التوالي في سبتمبر وبأكثر من المتوقع، أظهرت بيانات صدرت في وقت سابق من هذا الأسبوع انكماش نشاط الأعمال في ألمانيا في سبتمبر بأسرع وتيرة في سبعة أشهر، مما وضع الاقتصاد على المسار الصحيح لتسجيل ربع سنوي ثان على التوالي من انخفاض الناتج.