نمو مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة بأسرع وتيرة منذ مايو الماضي

 قال اتحاد الصناعة البريطاني يوم الجمعة إن تجار التجزئة البريطانيين سجلوا أسرع نمو في المبيعات منذ مايو أيار هذا الشهر وتوقعوا مزيدا من التوسع المتواضع في أكتوبر تشرين الأول على النقيض من مسوحات أخرى أكثر تشاؤما عن معنويات المستهلكين.

وقالت اتحاد الصناعات البريطانية إن ميزان مبيعات التجزئة الشهري ارتفع إلى +4 في سبتمبر من -27 في أغسطس، في حين ارتفعت توقعات تجار التجزئة للشهر المقبل من -17 إلى +5، وهو أقوى مستوى لها منذ أبريل 2023، ومع ذلك، فقد اعتبر تجار التجزئة أن المبيعات استمرت في البقاء أقل من المعدل الطبيعي في هذا الوقت من العام.

وقال مارتن سارتوريوس، الخبير الاقتصادي الرئيسي في اتحاد الصناعة البريطانية: "بينما بدأت بعض الشركات في قطاع التجزئة تشهد رياحا مواتية من ارتفاع دخول الأسر، أفادت شركات أخرى بأن عادات الإنفاق الاستهلاكي لا تزال تتأثر بزيادة الأسعار على مدى السنوات القليلة الماضية"، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت ميجان جرين، عضو لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا، إنها ترى فرصة لانتعاش إنفاق المستهلكين بشكل أقوى مما كان بنك إنجلترا يتوقعه، حيث ظل أقل من مستويات ما قبل الوباء على الرغم من التعافي الأخير في دخول العديد من الأسر.

ومع ذلك، تظهر استطلاعات رأي المستهلكين التي أجرتها كل من شركة جي إف كيه واتحاد التجزئة البريطاني أن العديد من الأسر لا تزال حذرة بسبب التضخم المرتفع في عامي 2022 و2023 والقلق بشأن زيادات الضرائب المحتملة في أول ميزانية لحكومة حزب العمال الجديدة في 30 أكتوبر.

وفي سياق أخر تراجع التضخم أكثر من المتوقع في اثنين من أكبر اقتصادات منطقة اليورو واستمر تباطؤ سوق العمل في ألمانيا هذا الشهر مما يعزز الحجة القوية بالفعل التي تدعو البنك المركزي الأوروبي إلى خفض تكاليف الاقتراض بشكل أكبر الشهر المقبل، وكان اقتصاد منطقة اليورو يتجنب الركود طوال معظم العام، كما تراجعت ضغوط الأسعار أكثر من المتوقع في الأشهر الأخيرة، مما غذى الحجج القائلة بأن البنك المركزي الأوروبي تخلف عن الركب في دعم الاقتصاد المريض.

 ورفض البنك المركزي الأوروبي الدعوات إلى تسريع وتيرة تخفيف السياسات على أساس أن نمو الأجور وتضخم الخدمات لا يزالان مرتفعين بشكل غير مريح. ولكن قراءات التضخم الأقل من المتوقع في فرنسا وإسبانيا يوم الجمعة تحدت هذه الرواية، تباطأ التضخم في فرنسا إلى 1.5% في سبتمبر/أيلول من 2.2%، وهو ما يقل عن التوقعات عند 2%، في حين تراجع التضخم في إسبانيا إلى 1.7% من 2.4%، وهو ما يقل عن التوقعات عند 1.9%، مع تباطؤ نمو أسعار الخدمات وانخفاض أسعار الطاقة.
كما تحدت بيانات منفصلة عن توقعات الأسعار تردد البنك المركزي الأوروبي، حيث أظهرت أن المستهلكين خفضوا توقعاتهم لنمو الأسعار خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة إلى أدنى مستوى لها منذ سبتمبر/أيلول 2021، وبالإضافة إلى البيانات الأخيرة التي ترسم صورة قاتمة للنمو، انخفض مؤشر رئيسي للمعنويات في منطقة اليورو أكثر من المتوقع يوم الجمعة بينما أظهر أيضا تباطؤ توقعات الأسعار، وتشير هذه الأرقام إلى أن التضخم في منطقة اليورو قد ينخفض إلى ما دون هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2% هذا الشهر، وتعزز الرهانات على أن البنك المركزي الأوروبي سوف يسرع من تخفيف السياسات.