ارتفاع أسعار النفط في ظل المخاوف الجيوسياسية والمناخية
ارتفاع أسعار النفط في ظل المخاوف الجيوسياسية والمناخية
ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة، يوم الخميس، على خلفية مخاوف من احتمالات تعطل إمدادات من منطقة الشرق الأوسط، وسط تقارير عن عزم إسرائيل توجيه ضربة لإيران، وذلك إلى جانب زيادة الطلب على الوقود في ظل عاصفة كبيرة بفلوريدا.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 37 سنتاً بما يعادل 0.5 في المائة إلى 76.95 دولار للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 35 سنتاً أو 0.5 في المائة أيضاً إلى 73.59 دولار للبرميل، تتعرض أكبر دولة منتجة ومستهلكة للنفط في العالم لعاصفة كبيرة أخرى، وهي الإعصار «ميلتون»، الذي وصل إلى الساحل الغربي لفلوريدا، ما تسبب في رياح عاتية واحتمالات بارتفاع منسوب مياه البحر.
وكانت العاصفة قد رفعت بالفعل الطلب على البنزين في الولاية، إذ نفدت الإمدادات من نحو ربع محطات الوقود، ما ساعد في دعم أسعار الخام، كما تلقت الأسعار دعماً من استمرار حذر المستثمرين من زيادة محتملة لحدة التوتر بين إسرائيل وإيران، إذ توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إيران بضربة ستكون «فتّاكة ودقيقة ومفاجئة».
وتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن خطط إسرائيل فيما يخص إيران في مكالمة هاتفية استمرت 30 دقيقة، يوم الأربعاء، وصفها البيت الأبيض بأنها «مباشرة وبناءة للغاية». لكن رغم تصدر التهديدات المتعلقة بالإنتاج من منطقة الشرق الأوسط الاهتمام، لا يزال ضعف الطلب يطغى على التوقعات الأساسية. فقد خفضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، يوم الثلاثاء، توقعاتها للطلب في 2025 بسبب ضعف النشاط الاقتصادي في الصين وأميركا الشمالية.
وأظهرت بيانات من الإدارة، يوم الأربعاء، أن مخزونات الخام قفزت 5.8 مليون برميل إلى 422.7 مليون برميل الأسبوع الماضي. وفاقت هذه الزيادة توقعات المحللين، لكنها تقل بكثير عن تقديرات معهد البترول الأميركي الصادرة يوم الثلاثاء.
وفي مكان آخر تراجعت صادرات النفط الخام الإيرانية بشكل حاد، وفقاً لـ«بيانات الناقلات»؛ بسبب تهديدات إسرائيلية بتوجيه ضربة إلى البنية التحتية النفطية الرئيسية لطهران، في رد انتقامي على ضربات إيرانية، مما قد يؤثر على إمدادات النفط من الشرق الأوسط، ووفقاً لـ«ستاندرد آند بورز كوميدتي»، فقد حُمّلت آخر شحنة نفط خام إيرانية في 4 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، ولم تُرصد سوى شحنة أخرى منذ 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل.
ورغم أن كثيراً من صادرات النفط الخام الإيرانية تُشحن في ناقلات «مظلمة» لا ترسل إشارات تحديد المواقع، فإن هناك تقديرات تشير إلى أن صادرات النفط الخام الإيرانية انخفضت إلى 237 ألف برميل يومياً في الأسبوع المنتهي يوم 6 أكتوبر الحالي، وهو أدنى إجمالي تصدير أسبوعي في عامين على الأقل، وتشحن إيران عادة من 7 إلى 10 شحنات من الخام كل أسبوع، بمتوسط تدفقات تصدير يبلغ 1.7 مليون برميل يومياً خلال العام الحالي، ارتفاعاً من 1.1 مليون برميل يومياً في عام 2022، وفقاً للبيانات.
ويأتي تباطؤ الصادرات من إيران بعد تداول صور من الأقمار الاصطناعية في 3 أكتوبر الحالي تظهر ناقلات تغادر جزيرة خرج؛ أكبر محطة نفط خام في إيران، التي تتعامل مع نحو 90 في المائة من صادراتها.