الدولار يستقر قبل قرار الفيدرالي.. واليورو يتراجع في تعاملات اليوم

استقر الدولار يوم الأربعاء قبيل قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن السياسة النقدية، مع ترقب المستثمرين تلميحات بشأن مدى انخفاض أسعار الفائدة هذا العام، في حين يتوقعون على نطاق واسع أن يبقي البنك المركزي على سياسته دون تغيير في الوقت الحالي.

وكانت التوقعات بأن سياسات التجارة في عهد الرئيس دونالد ترامب قد تعزز النمو في الولايات المتحدة، ولكنها تدفع التضخم أيضا إلى الارتفاع، قد تركت الأسواق تراهن على أسعار فائدة أعلى لفترة أطول في الفترة التي سبقت التنصيب، وهو ما دعم بدوره الدولار، ولكن بما أن إجراءات التعريفات الجمركية التي استعد لها المستثمرون لم تتحقق بعد، ظلت أسواق العملات متقلبة منذ تولى ترامب منصبه، كما ضعف الدولار، وحوّلت الأسواق انتباهها يوم الأربعاء إلى نتيجة أول اجتماع لبنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام - بعد أقل من أسبوع من تصريح ترامب بأنه يريد من البنك المركزي خفض أسعار الفائدة .

وارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس قيمة العملة الأميركية مقابل سلة من العملات الرئيسية الأخرى 0.1 بالمئة إلى 108، ولامس المؤشر أدنى مستوى في شهر يوم الاثنين عند 106.96 وسط عمليات بيع عالمية في أسهم التكنولوجيا واندفاع نحو العملات الآمنة مثل الين الياباني والفرنك السويسري، لكن المؤشر لا يزال مرتفعا بأكثر من 4% منذ الانتخابات الأمريكية في نوفمبر، وتتوقع أسواق المال أن يبقي البنك المركزي أسعار الفائدة ثابتة، في الوقت الذي يدرس فيه مسؤولو البنك المركزي مدى تأثير الأجندة الاقتصادية لإدارة ترامب على التضخم الثابت واتجاهات النمو القوية، لكن المستثمرين سوف يتابعون أي تلميحات من رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول حول ما إذا كان خفض أسعار الفائدة قد يحدث قريبا إذا تراجع التضخم إلى ما يقرب من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي السنوي البالغ 2%.

وانخفض اليورو بنسبة 0.15% إلى 1.0416 دولار، في حين انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1% إلى 1.2428 دولار، وارتفع الين، مما ترك الدولار منخفضا بنسبة 0.2% خلال اليوم عند 155.22، بعد أن تخلى عن بعض مكاسب الملاذ الآمن التي حققها هذا الأسبوع يوم الثلاثاء، وقال وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو يوم الأربعاء إن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت سيتعاونان في قضايا من بينها النقد الأجنبي، ورغم أن الرسوم الجمركية لم تتحقق في اليوم الأول لترامب في منصبه، فإن الاهتمام تحول إلى يوم السبت عندما من المتوقع أن يصدر الرئيس الأمريكي رسوما جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك، في حين لا تزال حالة عدم اليقين بشأن السياسة التجارية قائمة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفات يوم الثلاثاء إن ترامب يخطط للوفاء بوعده بفرض رسوم جمركية على البلدين في الأول من فبراير/شباط، لكنها لم تذكر أي تفاصيل، وقال ترامب أيضا يوم الاثنين إنه يخطط لفرض رسوم جمركية على واردات رقائق الكمبيوتر والأدوية والصلب في محاولة لتشجيع التصنيع في الولايات المتحدة، وقال مايكل براون، الاستراتيجي في بيبرستون: "لا يزال عدم اليقين بشأن السياسة مرتفعا للغاية، ومن الصعب الجلوس في مراكز قصيرة الأجل بالدولار الأمريكي لأي فترة من الزمن طالما استمرت تهديدات التعريفات الجمركية في الهيمنة على السوق".