"الفيدرالي" الأميركي يثبت أسعار الفائدة.. وباول يقول إنه لم يتواصل مع ترامب
"الفيدرالي" الأميركي يثبت أسعار الفائدة.. وباول يقول إنه لم يتواصل مع ترامب
قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، يوم الأربعاء، تثبيت أسعار الفائدة دون تغيير، بعد 3 مرات من الخفض خلال عام 2024، لتستقر بين مستوى 4.25 و4.50% بما يتماشى مع التوقعات، ومخالفا لطموحات ترامب، ويعد قرار «الاحتياطي الفيدرالي» الأول بعد عودة ترامب إلى منصبه، التي اتسمت بسلسلة من الأوامر التنفيذية، إذ يسعى الرئيس الأميركي إلى فرض أجندته على واشنطن.
وقال الفيدرالي في بيان، إن المؤشرات الأخيرة تشير إلى أن النشاط الاقتصادي استمر في التوسع بوتيرة قوية، فيما استقر معدل البطالة عند مستوى منخفض في الأشهر الأخيرة، وظلت ظروف سوق العمل قوية بينما ظل التضخم مرتفعًا إلى حد ما، وحسب البيان، تسعى اللجنة إلى تحقيق أقصى قدر من التشغيل والتضخم بمعدل 2% على المدى الأطول.
وترى اللجنة الفيدرالية أن المخاطر التي تهدد تحقيق أهدافها المتعلقة بالتشغيل والتضخم متوازنة تقريبًا، والتوقعات الاقتصادية غير مؤكدة، واللجنة منتبهة للمخاطر التي تهدد كلا الجانبين من ولايتها المزدوجة، وتابع البيان: "قرر الفيدرالي دعما لأهدافه الحفاظ على النطاق المستهدف لسعر الفائدة على الأموال الفيدرالية دون تغيير، وعند النظر في مدى وتوقيت التعديلات الإضافية على النطاق المستهدف لسعر الفائدة على الأموال الفيدرالية، سيقيم بعناية البيانات الواردة، والتوقعات المتطورة، وتوازن المخاطر"، وسيواصل الفيدرالي خفض حيازاتها من سندات الخزانة وديون الوكالات والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري للوكالات، ويلتزم بقوة بدعم التشغيل الأقصى وإعادة التضخم إلى هدفه البالغ 2%، وجاء التصويت لصالح قرار التثبيت بالإجماع من جميع أعضاء الفيدرالي.
وتأتي هذه الخطوة ضد رغبة ترامب الذي لمّح إلى مواجهة محتملة مع صانعي السياسات في الاحتياطي الفيدرالي خلال كلمته الافتراضية أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا الأسبوع الماضي، إذ قال إنه سيطالب بخفض أسعار الفائدة. وعزز ترامب تصريحاته لاحقًا، مشيرًا إلى أنه يريد خفضًا كبيرًا في أسعار الفائدة، متوقعًا أن يستجيب الفيدرالي لمطالبه، وأضاف أنه يعتزم التحدث مع رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في الوقت المناسب، ويتبقى للفيدرالي 7 اجتماعات دورية خلال عام 2025، ويأتي الاجتماع القادم في 19 مارس المقبل.
وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، يوم الأربعاء، إنه لم يتحدث إلى الرئيس دونالد ترامب منذ تصريحات الرئيس الأسبوع الماضي عندما قال إنه سيطالب البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة، وفي حديثه بعد قرار البنك المركزي بالإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة، قال باول إنه لم يكن لديه «أي اتصال» مع ترامب منذ التصريحات، التي جاءت خلال ظهور افتراضي في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا.
وأضاف: «لن يكون لدي أي رد أو تعليق على الإطلاق على ما قاله الرئيس. ليس من المناسب لي أن أفعل ذلك. يجب أن يكون الجمهور واثقاً من أننا سنستمر في القيام بعملنا كما فعلنا دائماً، مع التركيز على استخدام أدواتنا لتحقيق أهدافنا وإبقاء رؤوسنا منخفضة حقاً والقيام بعملنا»، وفي شق آخر، قال باول: «لا نحتاج إلى التعجل لتعديل موقفنا» وإن السياسة النقدية «في وضع جيد» للتحديات المطروحة.
وأشار إلى أن هناك مخاطر في خفض أسعار الفائدة بشكل عدواني للغاية، قائلاً: «نحن نعلم أن خفض قيود السياسة النقدية بسرعة كبيرة أو أكثر من اللازم قد يعوق التقدم في التضخم»، بعد إصدار البيان، أظهرت العقود الآجلة لأسعار الفائدة قصيرة الأجل أن المستثمرين يتوقعون أن يحجم البنك المركزي عن خفض أسعار الفائدة مرة أخرى حتى يونيو (حزيران).