النفط يهبط بفعل زيادة إنتاج أوبك+ وبدء الرسوم الجمركية

واصلت أسعار النفط خسائرها يوم الثلاثاء بعد تقارير تفيد بأن أوبك+ ستمضي قدما في زيادة الإنتاج المخطط لها في أبريل نيسان ومع استعداد الأسواق لبدء فرض رسوم جمركية أمريكية على كندا والمكسيك والصين، فضلا عن رسوم جمركية انتقامية من جانب بكين.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 90 سنتا بما يعادل 1.26 بالمئة إلى 70.72 دولار للبرميل بحلول الساعة 0827 بتوقيت جرينتش في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 79 سنتا أو 1.16 بالمئة إلى 67.58 دولار، وقال دارين ليم، استراتيجي السلع الأساسية في فيليب نوفا، "الاتجاه الهبوطي الحالي في أسعار النفط مدفوع في المقام الأول بقرار أوبك+ زيادة الإنتاج وفرض الرسوم الجمركية الأميركية"، وقال إن عاملاً آخر كان قرار الرئيس دونالد ترامب بإيقاف جميع المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا في أعقاب الصدام الذي دار بينه وبين الرئيس فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي.

وقررت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها مثل روسيا، المعروفين باسم أوبك+، يوم الاثنين المضي قدما في زيادة إنتاج النفط المقررة في أبريل/نيسان بمقدار 138 ألف برميل يوميا، وهي الأولى للمجموعة منذ عام 2022، وقال ليم "في حين يهدف هذا القرار إلى التراجع تدريجيا عن تخفيضات الإنتاج السابقة، فإنه أثار مخاوف بشأن فائض محتمل في المعروض في السوق".

ودخلت الرسوم الجمركية الأميركية البالغة 25% على الواردات من كندا والمكسيك حيز التنفيذ في الساعة 12:01 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (0501 بتوقيت جرينتش) يوم الثلاثاء، مع فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الطاقة الكندية، في حين تم زيادة الرسوم الجمركية على واردات السلع الصينية إلى 20% من 10%، ويتوقع المحللون أن تؤثر الرسوم الجمركية على النشاط الاقتصادي وتزيد الطلب على النفط، مما يفرض ضغوطا هبوطية على أسعار النفط، وكتب محللو بي إم آي في مذكرة "يواجه المشاركون في السوق صعوبة في قياس تأثير سلسلة الإعلانات السياسية المتعلقة بالطاقة التي أصدرتها إدارة ترامب هذا الشهر"، "ومع ذلك، فإن التدابير التي تميل إلى التراجع، ولا سيما التدابير الجمركية الأميركية، هي التي تفوز في الوقت الحالي".

ومع دخول الرسوم الجمركية الأميركية حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، ردت الصين بسرعة ، حيث أعلنت عن زيادات تتراوح بين 10% و15% في الرسوم الجمركية على مجموعة من المنتجات الزراعية والغذائية الأميركية، ووضع 25 شركة أميركية تحت قيود التصدير والاستثمار، وكان قرار ترامب بوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا سببا آخر في الضغط على النفط، حيث نظرت السوق إلى المسافة المتزايدة بين البيت الأبيض وأوكرانيا كعلامة على تخفيف محتمل للصراع، ومن الممكن أن يؤدي هذا بدوره إلى تخفيف العقوبات على روسيا، مع عودة المزيد من الإمدادات النفطية إلى السوق.

بدوره قال توني سيكامور، محلل السوق لدى آي جي: "لقد اشتدت العاصفة المثالية للنفط الخام. ويُنظر إلى التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة أوقفت المساعدات العسكرية لأوكرانيا باعتبارها مقدمة لرفع العقوبات المفروضة على النفط الروسي"، "كما يأتي ذلك في نفس الوقت الذي تدخل فيه الرسوم الجمركية الأمريكية على كندا والمكسيك والصين حيز التنفيذ، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب تجارية. ولا يمكن للنفط الخام أن يأخذ قسطا من الراحة في الوقت الحالي"، لكن محللين في جولدمان ساكس قالوا في مذكرة يوم الاثنين إن تدفقات النفط الروسية مقيدة أكثر بهدف إنتاج أوبك+ من العقوبات، محذرين من أن التخفيف قد لا يعززها بشكل كبير، وقال البنك أيضا إن إمدادات الخام الأعلى من المتوقع والطلب المتضرر بسبب ضعف النشاط الأمريكي وتصعيد الرسوم الجمركية يشكلان مخاطر سلبية على توقعات أسعار النفط.