النفط يتجه لتسجيل أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكتوبر

ارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة لكنها تتجه صوب تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكتوبر تشرين الأول مع تسبب حالة عدم اليقين المحيطة بسياسة الرسوم الجمركية الأميركية في إثارة مخاوف بشأن نمو الطلب في الوقت الذي من المقرر أن يزيد فيه كبار المنتجين الإنتاج.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 50 سنتا أو 0.72 بالمئة إلى 69.96 دولار للبرميل بحلول الساعة 0746 بتوقيت جرينتش. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 47 سنتا أو 0.71 بالمئة إلى 66.83 دولار للبرميل، ومع ذلك، انخفض خام برنت بنسبة 4.9% خلال الأسبوع، وهو ما يتجه لتسجيل أكبر انخفاض أسبوعي له منذ أسبوع 14 أكتوبر/تشرين الأول. ومن المقرر أن ينخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 4.8%، وهو أيضا أكبر انخفاض أسبوعي له منذ ذلك الأسبوع، وتعرضت الأسواق، بما في ذلك النفط، لتقلبات حادة بسبب السياسة التجارية المتقلبة في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم.

وقالت فاندانا هاري مؤسسة شركة تحليل سوق النفط فاندا إنسايتس: "يبدو أن الأسواق المالية في حالة ذعر كامل، ولم يعد من السهل تهدئتها بتأجيلات ترامب لمدة شهر وإعفاءاته من الرسوم الجمركية على الواردات"، وأضافت أن "هذا يترك الخام عالقا حول أدنى مستوياته في أربعة أشهر، وإن كان عرضة لمزيد من الانزلاقات"، وعلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، الرسوم الجمركية البالغة 25% التي فرضها على معظم السلع القادمة من كندا والمكسيك حتى الثاني من أبريل/نيسان، رغم أن الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم ستدخل حيز التنفيذ في 12 مارس/آذار كما كان مقرراً، ولا يشمل الأمر المعدل منتجات الطاقة الكندية بالكامل، والتي تخضع لضريبة منفصلة بنسبة 10%.

وتعتبر التعريفات الجمركية في حد ذاتها عبئا على النمو الاقتصادي وبالتالي على نمو الطلب على النفط. ولكن حالة عدم اليقين بشأن السياسة تعمل أيضا على إبطاء القرارات التجارية، وهو ما يؤثر أيضا على الاقتصاد، وقالت وحدة الأبحاث بي إم آي التابعة لوكالة فيتش في مذكرة "تظل المخاطر التي تهدد أسعار النفط تميل إلى الجانب السلبي مع توقع أن تدفع الإمدادات الجديدة من أوبك+ والمنتجين من خارج أوبك السوق إلى فائض في المعروض".

وهبطت أسعار برنت، الأربعاء، إلى أدنى مستوياتها منذ ديسمبر/كانون الأول 2021 بعد ارتفاع مخزونات الخام الأميركية وفي أعقاب قرار منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها، المعروفين باسم أوبك+، زيادة حصص إنتاجهم، وقالت المجموعة يوم الاثنين إنها قررت المضي قدما في زيادة الإنتاج المخطط لها في أبريل، مما يضيف 138 ألف برميل يوميا إلى السوق، تراجعت بعد الزخم الهبوطي في الأسعار مع تطلع الولايات المتحدة إلى خطوات لوقف الصادرات من إيران، المنتج الرئيسي في أوبك، وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في أول خطاب رئيسي له أمام المسؤولين التنفيذيين في وول ستريت: "سنقوم بإغلاق قطاع النفط الإيراني وقدرات تصنيع الطائرات بدون طيار"، وذكرت وسائل إعلامية، الخميس، أن ترامب يدرس خطة لتفتيش ناقلات النفط الإيرانية في البحر باستخدام اتفاق يهدف إلى حظر أسلحة الدمار الشامل، وفقا لمصادر، كجزء من "أقصى الضغوط" التي يمارسها الرئيس الأمريكي لخفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر.