الدولار الأسترالي ينزلق لأدنى مستوى في 5 سنوات..واليورو يرتفع إلى جانب الملاذات الآمنة

تراجع الدولار الأسترالي على نطاق واسع يوم الاثنين في مستهل تعاملات الأسبوع مقابل سلة من العملات العالمية، ليعمق خسائره لليوم الثاني على التوالي مقابل نظيره الأمريكي، ليتداول دون حاجز 60 سنتًا، مسجلاً أدنى مستوى في خمس سنوات، ويأتي هذا الهبوط وسط تصاعد المخاوف من أن الحرب التجارية العالمية المتبادلة ستدفع الاقتصاد العالمي إلى الركود، مما دفع بعض المستثمرين إلى المراهنة على تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة في أستراليا هذا العام.

وانخفض الدولار الأسترالي مقابل نظيره الأمريكي بحوالي 1.8% إلى (0.5933) الأدنى منذ مارس 2020 ، من سعر إغلاق يوم الجمعة عند (0.6040)، و سجل أعلى مستوى عند (0.6029)، فقد الدولار الأسترالي يوم الجمعة نسبة 4.6% مقابل الدولار الأمريكي ،في أول خسارة في غضون الأربعة أيام الأخيرة ،وبأكبر خسارة يومية منذ 24 أكتوبر 2008 ، أيان اندلاع الأزمة المالية العالمية، وفقد الدولار الأسترالي الأسبوع المنصرم نسبة 3.95% مقابل نظيره الأمريكي ، ف ثاني خسارة أسبوعية في غضون الثلاثة أسابيع الأخيرة، وبأكبر خسارة أسبوعية منذ مارس 2020، وتعود تلك الخسائر إلى الهزة العنيفة التي هيمنت على أسواق المال العالمية بعد الرسوم الجمركية المتبادلة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي ،دونالد ترامب، ورد الصين برسوم انتقامية على السلع الأمريكية.

اشترى المستثمرون اليورو وتدفقوا على الملاذات الآمنة مثل الين والفرنك السويسري يوم الاثنين مع تفاقم خسائر السوق بسبب الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتنامي المخاوف من ركود عالمي، وشهدت الأسواق العالمية حالة من الاضطراب يوم الاثنين مع هبوط الأسهم الآسيوية وعقود وول ستريت الآجلة وراهن المستثمرون على أن الخطر المتزايد لحدوث تباطؤ اقتصادي عميق قد يؤدي إلى خفض أسعار الفائدة الأميركية في وقت مبكر من شهر مايو/أيار.

وفي هذا السياق برز كل من الين والفرنك كعملتين رابحتين كبيرتين في أعقاب أحدث جولة من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، حيث تخلص المستثمرون من الأصول الأكثر خطورة وتوافدوا إلى الملاذات الآمنة في خطوة شهدت أيضًا ارتفاع أسعار الذهب والسندات الحكومية، وكان الرابح الآخر هو اليورو، الذي ارتفع بنسبة 0.5% إلى 1.1018 دولار وظل يحوم حول أعلى مستوياته في ستة أشهر، وقالت جين فولي، رئيسة استراتيجية النقد الأجنبي في رابوبانك: "لقد حقق اليورو أداءً جيدًا للغاية خلال الأيام القليلة الماضية منذ أن سمعنا عن الرسوم الجمركية"، وتابعت "ربما يكون ذلك مرتبطا بموقف الحساب الجاري في منطقة اليورو، أو ربما يكون مرتبطا فقط بالمستثمرين الذين ما زالوا ينتقلون من الأصول الأميركية وما زالوا غير متأكدين تماما من المكان الذي ينبغي أن ينقلوا إليه أموالهم."

ورغم أن الدولار معروف أيضًا بأنه ملاذ آمن، إلا أن هذه المكانة تبدو آخذة في التآكل مع تصاعد حالة عدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية والقلق بشأن تأثيرها على النمو في الولايات المتحدة، وستسعى دول الاتحاد الأوروبي إلى تقديم جبهة موحدة في الأيام المقبلة ضد الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، ومن المرجح أن توافق على مجموعة أولى من التدابير المضادة المستهدفة على ما يصل إلى 28 مليار دولار من الواردات الأميركية من خيط تنظيف الأسنان إلى الماس.

وظل الجنيه الإسترليني دون تغيير كبير عند 1.2902 دولار، وتراجع الدولار النيوزيلندي 0.18% إلى 0.5586 دولار أمريكي، بعد أن هبط أكثر من 1% في وقت سابق من الجلسة.