الدولار يتراجع بشكل حاد مقابل عملات الملاذ الآمن.. والاسترليني يهبط لأدنى مستوى في عام تقريباً مقابل اليورو

انخفض الدولار الأمريكي بشكل حاد مقابل عملات الملاذ الآمن واليورو يوم الأربعاء مع قلق المستثمرين بشأن التأثير الاقتصادي للرسوم الجمركية الأمريكية التي أثارت قلق أسواق الأسهم العالمية.

وهبطت مؤشرات الأسهم الرئيسية، في حين أثارت عمليات البيع الشرسة في سندات الخزانة الأميركية مخاوف من فرار الصناديق الأجنبية من الأصول الأميركية، ودخلت الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عشرات الدول حيز التنفيذ يوم الأربعاء، بما في ذلك رسوم جمركية ضخمة بنسبة 104% على السلع الصينية، مما أدى إلى تعميق حربه التجارية العالمية.

وأصدرت الصين كتابا أبيض بشأن علاقاتها التجارية والاقتصادية مع الولايات المتحدة، مؤكدة أنها ستتخذ تدابير مضادة في أعقاب زيادة الرسوم الجمركية على السلع الصينية، وقال فرانسيسكو بيسول، استراتيجي النقد الأجنبي في آي إن جي، إن "أحد الأسباب التي تجعل الدولار يعاني أكثر من غيره من الرسوم الجمركية الإضافية على الصين هو أن الأسواق تشعر بأن عدم وجود بدائل فورية لبعض المنتجات الصينية يعني مخاطر تضخمية وركودية أكبر بالنسبة للولايات المتحدة"، مجادلاً بأن "سيناريو بيع أمريكا أصبح ملموساً مرة أخرى".

وانخفض الدولار بنسبة 0.8% مقابل الين الذي يعتبر ملاذاً آمناً عند 145.09 و0.4% مقابل الفرنك السويسري بعد أن سجل أدنى مستوى له في ستة أشهر عند 0.8379، وبلغت فروق أسعار مقايضة سندات الخزانة الأمريكية لأجل 30 عامًا -95 نقطة أساس، وبناء على التشديد الحاد في فروق أسعار المبادلة، يعتقد بعض المشاركين في السوق أن المستثمرين، بما في ذلك صناديق التحوط، كانوا يبيعون الأصول السائلة مثل سندات الحكومة الأميركية لتلبية نداءات الهامش بسبب خسائر المحفظة عبر فئات الأصول، قامت بعض صناديق التحوط بالتخلص من الأسهم حيث أجبرها هبوط السوق على تقليص التداول باستخدام النقد المقترض.

وقفز اليورو أيضا، مدعوما بتقارير تفيد بأن المحافظين في ألمانيا توصلوا إلى اتفاق مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي من يسار الوسط لتشكيل حكومة، وهو ما خفف المخاوف السياسية في أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، وارتفعت العملة الموحدة 0.8 بالمئة إلى 1.1044 دولار، لتعود إلى ذروتها الأسبوع الماضي عند 1.1147 دولار، بالمقابل انخفض الجنيه البريطاني إلى أدنى مستوى له مقابل اليورو في عام تقريبًا، مع دخول الرسوم الجمركية الأمريكية المتبادلة حيز التنفيذ هذا الأربعاء، وتعزز اليورو، وهو ثاني أكثر العملات سيولة في العالم، حيث استفاد من سيولته، ووفقًا لمحللي ING، فإن سيولة اليورو تضعه في موقع مميز للاستفادة من أي أزمة في الثقة بالدولار.

وانخفض الدولار 0.6% مقابل اليوان في الخارج إلى 7.38، بعد أن وصل إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 7.4288، وتتجه كل الأنظار إلى البنك المركزي الصيني لمعرفة ما إذا كان سيسمح بمزيد من التيسير عند سعر الصرف اليومي.