الحرب التجارية تدفع بالنفط إلى أدنى مستوياته في أكثر من 4 سنوات

هبطت أسعار النفط لليوم الخامس على التوالي يوم الأربعاء إلى أدنى مستوياتها منذ فبراير شباط 2021 بعد أن دخلت الرسوم الجمركية "المتبادلة" التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيز التنفيذ، بما في ذلك رسوم بنسبة 104% على السلع الصينية، مما أدى إلى تكثيف حرب التجارة العالمية.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.10 دولار، أي بنسبة 3.34%، لتصل إلى 60.72 دولار للبرميل، وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 2.04 دولار، أي بنسبة 3.42%، لتصل إلى 57.54 دولار. وخسر كلا العقدين ما يصل إلى 4% قبل أن يقلصا بعض خسائرهما.

وانخفضت أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط على مدى الجلسات الخمس منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية شاملة على معظم الواردات، مما أثار مخاوف من أن هذا سيؤثر سلبا على النمو الاقتصادي ويؤثر على الطلب على الوقود، وقال آشلي كيلتي، المحلل في بانمور ليبيرم: "أشار بعض المحللين الأميركيين إلى أن البيت الأبيض يريد دفع أسعار النفط إلى ما يقرب من 50 دولاراً، لأن الإدارة تعتقد أن صناعة النفط والغاز الأميركية قادرة على النجاة من فترة الاضطراب"، وقال كيلتي "نرى أن هذا الهدف وهمي إلى حد ما... وسوف يؤدي فقط إلى إغلاق الإنتاج الأميركي وفتح الباب أمام أوبك لاستعادة مكانتها كمنتج مرجح".

ودخلت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين بنسبة 104% حيز التنفيذ في الساعة 12:01 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (0401 بتوقيت جرينتش) يوم الأربعاء، مما أضاف 50% إلى الرسوم الجمركية بعد أن فشلت بكين في رفع رسومها الانتقامية على السلع الأمريكية، ومن المتوقع أن توافق دول الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، على أولى التدابير المضادة التي يتخذها الاتحاد ردا على رسوم ترامب الجمركية، لتنضم إلى الصين وكندا في الرد، وتعهدت بكين بعدم الرضوخ لما وصفته بالابتزاز الأميركي بعد أن هدد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على السلع الصينية إذا لم ترفع البلاد الضريبة الانتقامية البالغة 34%.

وقال يي لين، نائب رئيس أسواق السلع النفطية في ريستاد إنرجي، إن "الرد الصيني العدواني يقلل من فرص التوصل إلى اتفاق سريع بين أكبر اقتصادين في العالم، مما يثير مخاوف متزايدة من الركود الاقتصادي في جميع أنحاء العالم"، وأضاف أن "نمو الطلب الصيني على النفط بما يتراوح بين 50 ألف برميل يوميا و100 ألف برميل يوميا معرض للخطر إذا استمرت الحرب التجارية لفترة أطول، ومع ذلك فإن تحفيزا أقوى لتعزيز الاستهلاك المحلي قد يخفف الخسائر".

وتفاقم تراجع النفط بسبب قرار اتخذته أوبك+ الأسبوع الماضي، والتي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاء من بينهم روسيا، بزيادة الإنتاج في مايو/أيار بمقدار 411 ألف برميل يوميا، وهي الخطوة التي يقول المحللون إنها من المرجح أن تدفع السوق إلى فائض، وتتوقع جولدمان ساكس الآن أن يتراجع سعر برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى 62 و58 دولارا للبرميل بحلول ديسمبر/كانون الأول 2025، وإلى 55 و51 دولارا للبرميل بحلول ديسمبر/كانون الأول 2026،و مع انخفاض أسعار النفط، انخفض سعر مزيج النفط الروسي إسبو إلى ما دون مستوى سقف السعر الغربي البالغ 60 دولارا للبرميل للمرة الأولى على الإطلاق يوم الاثنين.

وفي إشارة إيجابية للطلب، أظهرت بيانات من معهد البترول الأمريكي أن مخزونات الخام الأمريكية انخفضت 1.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الرابع من أبريل، مقارنة مع توقعات في استطلاع أجرته رويترز لزيادة بنحو 1.4 مليون برميل، ومن المقرر أن تصدر بيانات المخزونات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة اليوم الأربعاء.