الأسهم الأوروبية تتحول لانخفاض بعد رد الصين على أميركا.. ومؤشر نيكاي الياباني يتراجع بنحو 3% عند الإغلاق

الأسهم الأوروبية تتحول لانخفاض بعد رد الصين على أميركا.. ومؤشر نيكاي الياباني يتراجع بنحو 3% عند الإغلاق
انخفضت الأسهم الأوروبية، يوم الجمعة، مختتمةً أسبوعاً متقلباً شهد تغييرات مفاجئة في الرسوم الجمركية الأميركية، مما زاد من المخاوف بشأن التداعيات الاقتصادية المحتملة للحرب التجارية.
وهبط مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.3 في المائة في تداولات متقلبة، بعد أن وصل إلى أدنى مستوى له في نحو عام ونصف العام هذا الأسبوع. وذلك بعد أن فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البداية بعض الرسوم الجمركية المتبادلة الباهظة على شركائه التجاريين، ثم قام بتعليق مؤقت لبعض هذه الرسوم، وتخلى المؤشر القياسي عن مكاسبه المبكرة بعدما رفعت الصين الرسوم الجمركية على السلع الأميركية من 84 في المائة إلى 125 في المائة، مما زاد من تصعيد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. كما استثنى تعليق ترامب للرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً الصين، حيث ارتفعت الرسوم الجمركية إلى 145 في المائة. وكانت المؤشرات الإقليمية متباينةً، حيث انخفض مؤشر ألمانيا، المتأثر بالتجارة، بنسبة 0.2 في المائة بعد أن سجَّل أكبر مكاسبه اليومية منذ عام 2022 في الجلسة السابقة.
وأدى تعليق ترامب الرسوم الجمركية إلى دفع الاتحاد الأوروبي لتأجيل فرض الرسوم الانتقامية، حيث من المقرر أن يجتمع وزراء المالية يوم الجمعة؛ لمناقشة المحادثات مع واشنطن أو التخطيط لفرض رسوم جمركية أميركية، وقال نيك سوندرز، الرئيس التنفيذي لشركة «ويبول المملكة المتحدة»: «علينا أن نتذكر أن تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً فقط، وهناك عدد كبير جداً من الدول التي تنتظر الحصول على صفقة تجارية خلال هذه الفترة»، من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن قرار ترامب تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً لم يُفسح المجال إلا لـ«توقف هش».
وأوضحت شارون دونيري، المشرفة على البنك المركزي الأوروبي، يوم الخميس، أن البنك المركزي الأوروبي قلق بشكل خاص من انتقال الضغوط المالية من الشركات المالية غير المصرفية، مثل صناديق التحوُّط، إلى المقرضين التقليديين في فترات الضغوط السوقية. وستتجه الأنظار إلى اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي يوم الخميس المقبل، حيث تكاد أسواق المال تتوقَّع خفض أسعار الفائدة بمقدار رُبع نقطة مئوية.
ومن بين الأسهم، تراجعت أسهم «هيكساغون» بنسبة 9.6 في المائة بعد أن أعلنت مجموعة التكنولوجيا الصناعية السويدية انخفاض أرباحها التشغيلية المعدلة بنحو 8 في المائة في الرُّبع الأول، كما هبطت أسهم «زيوريخ» للتأمين بنسبة 6.2 في المائة قبيل اجتماعها العام السنوي، وانخفضت أسهم «ستيلانتيس» بنسبة 4.3 في المائة بعد تراجع شحنات شركة صناعة السيارات في الرُّبع الأول بنسبة 9 في المائة مقارنة بالعام الماضي، هذا وردّت الصين على الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، برفع نسبة الرسوم الجمركية على السلع الأميركية من 84% إلى 125%، وفقًا لما ذكرته لجنة التعريفات الجمركية بمجلس الدولة في بيان يوم الجمعة.
وفي مكان أخر تراجعت أسواق آسيا والمحيط الهادئ يوم الجمعة، بعد أن استأنفت وول ستريت عمليات البيع المكثفة خلال الليل، حيث غذّت توترات الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم حالة من العزوف عن المخاطرة، وسجل المؤشر نيكاي الياباني تراجعا، في ختام تعاملات الجمعة، في نهاية قاسية لأسبوع متقلب، في ظل قلق المتعاملين بشأن التداعيات الاقتصادية للحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى قوة الين التي عززتها التدفقات على عملات الملاذ الآمن.
وهبط المؤشر نيكاي 2.96 بالمئة ليغلق عند 33585.58 نقطة، بعد أن هوى خمسة بالمئة في وقت سابق من الجلسة، وأغلق المؤشر توبكس الأوسع نطاقا منخفضا 2.85 بالمئة عند 2466.91 نقطة، وقال يوسوكي ساكاي وهو متعامل كبير في شركة تي.اند.دي لإدارة الأصول "المخاطر في الأسهم مرتفعة للغاية في الوقت الحالي مع هذه التقلبات الهائلة يوميا. أفضل ما يمكن فعله، برأيي، هو الابتعاد عن السوق".
وبدأ المؤشر نيكاي الأسبوع بالتراجع إلى أدنى مستوى له في 18 شهرا الاثنين، لكنه قفز ستة بالمئة الثلاثاء قبل أن يعاود الانخفاض يوم الأربعاء. وصعد المؤشر نيكي الياباني تسعة بالمئة أمس الخميس، مسجلا أكبر مكسب يومي له منذ أغسطس. وخلال الأسبوع تراجع المؤشر الياباني 0.6 بالمئة، وتؤكد هذه التحركات المفاجئة قلق المتعاملين الذين يحاولون تقييم المخاطر الناجمة عن سلسلة من الأخبار المتعلقة بالرسوم الجمركية المتبادلة.