ارتفاع أسعار النفط مع هدوء حدة التوترات التجارية

ارتفعت أسعار النفط واحدا بالمئة يوم الاثنين بعد استثناءات أمريكية من بعض الرسوم الجمركية وبيانات صينية تظهر انتعاشا حادا في واردات الخام في مارس آذار، لكن المكاسب حدت منها مخاوف من أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد تضعف النمو الاقتصادي العالمي وتؤثر سلبا على الطلب على الوقود.

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 62 سنتًا، أو 1%، لتصل إلى 65.38 دولارًا للبرميل، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 62 سنتًا، أو 1%، ليصل إلى 62.12 دولاراً، قال هاري تشيلينغويريان، رئيس الأبحاث العالمي في مجموعة أونيكس كابيتال: "ساهمت أنباء الإعفاءات من الرسوم الجمركية في تحسين معنويات الأسواق. لكن لا يزال هناك الكثير من الهشاشة؛ فهناك مخاطر سياسية مرتبطة بهذا النهج المتقلب للتجارة، والذي لا يزال يُلقي بثقله على الأسواق"، وفي وقت متأخر من يوم الجمعة، منحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استثناءات من الرسوم الجمركية الباهظة على الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وبعض السلع الإلكترونية الأخرى المستوردة بشكل رئيسي من الصين. وكان هذا أحدث إعلان سياسي ضمن سلسلة من الإعلانات التي فرضت رسومًا جمركية ثم تراجعت عنها، مما أثار حالة من عدم اليقين لدى المستثمرين والشركات.

وقال ترامب يوم الأحد إنه سيعلن عن معدل الرسوم الجمركية على أشباه الموصلات المستوردة خلال الأسبوع المقبل، وأظهرت بيانات يوم الاثنين أن واردات الصين من النفط الخام في مارس آذار انتعشت بشكل حاد مقارنة بالشهرين السابقين وارتفعت بنحو خمسة بالمئة مقارنة بالعام السابق بدعم من النفط الإيراني وانتعاش الشحنات الروسية، لكن خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط خسرا نحو 10 دولارات للبرميل منذ بداية الشهر، وخفض المحللون توقعاتهم لأسعار النفط مع تصاعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

ويتوقع بنك جولدمان ساكس أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 63 دولارا ومتوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط 59 دولارا لبقية عام 2025، على أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 58 دولارا ومتوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط 55 دولارا في عام 2026، وقال محللون بقيادة دان سترويفن في مذكرة إن الطلب العالمي على النفط في الربع الأخير من عام 2025 سيرتفع بمقدار 300 ألف برميل يوميا فقط على أساس سنوي، مضيفين أن تباطؤ الطلب من المتوقع أن يكون أكثر وضوحا بالنسبة لمواد التغذية البتروكيماوية، وأفادت شركة بي إم آي، التابعة لشركة فيتش سوليوشنز، بأن فارق سعر خام برنت بين ديسمبر 2025 وديسمبر 2026 قد تحول إلى حالة "كونتانجو" (أو ما يُعرف بالكونتانجو)، حيث أخذ المستثمرون في الاعتبار مخاوف فائض العرض والطلب. في سوق "كونتانجو"، تكون أسعار الشهر الأول أقل من أسعار الأشهر المقبلة، مما يشير إلى عدم وجود نقص في العرض.

وبينما تستعد الشركات لانخفاض محتمل في الطلب، انخفض عدد منصات النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة للأسبوع الثالث على التوالي الأسبوع الماضي، وفقا لشركة خدمات النفط بيكر هيوز، وفي خطوة قد تدعم أسعار النفط، قال وزير الطاقة الأميركي كريس رايت يوم الجمعة إن الولايات المتحدة قد توقف صادرات النفط الإيرانية كجزء من خطة ترامب للضغط على طهران بشأن برنامجها النووي، وقال مسؤولون خلال عطلة نهاية الأسبوع إن البلدين أجريا محادثات "إيجابية" و"بناءة" في سلطنة عمان يوم السبت واتفقا على إعادة الاجتماع الأسبوع المقبل، وقال محللون في بنك آي إن جي في مذكرة "قد يساعد هذا في إزالة بعض مخاطر العقوبات التي تؤثر على سوق النفط، خاصة إذا استمرت المحادثات في التحرك في الاتجاه الصحيح".