هدوء نسبي في أسواق العملات.. والدولار يتراجع عن مكاسب أسبوعين

تراجع الدولار الأمريكي بشكل طفيف يوم الخميس، متخلياً عن مكاسبه الأخيرة التي دفعته إلى أعلى مستوى له في أسبوعين، وذلك في ظل تعامل الأسواق بحذر مع جولة جديدة من التصريحات الحمائية الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وانخفض مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية – بنسبة 0.1% إلى 97.107، بعد أن بلغ ذروته منذ 25 يونيو خلال جلسة الأربعاء.

وفي خطوة فجّرت مزيداً من القلق في الأسواق، أعلن ترامب إرسال رسائل جديدة إلى سبع دول تحدد تعريفات جمركية إضافية، وذلك بعد رسائل مماثلة وجّهها في وقت سابق هذا الأسبوع إلى 14 دولة. كما فرض رسوماً بنسبة 50% على واردات النحاس، وأخرى بالقيمة نفسها على البرازيل عقب خلاف دبلوماسي مع الرئيس البرازيلي.

ورغم تصاعد حدة الخطاب التجاري، ظلت تحركات سوق العملات محدودة نسبياً، باستثناء الريال البرازيلي الذي تراجع بشكل حاد. ويبدو أن المتداولين ما زالوا يراهنون على إمكانية التوصل إلى اتفاقات مع اقتصادات كبرى مثل الهند والاتحاد الأوروبي، ما خفف من وطأة التوترات.

في هذا السياق، قالت محاضر الاجتماع الأخير للاحتياطي الفيدرالي إن السياسة النقدية ستظل حذرة، وهو ما أبقى تركيز المستثمرين موجهاً نحو البيانات الاقتصادية، لاسيما أرقام إعانات البطالة المنتظرة في وقت لاحق من اليوم، ومؤشر أسعار المستهلك المقرر صدوره الأسبوع المقبل، والذي يُتوقع أن يكون له تأثير أكبر على تحركات الدولار من تطورات الملف التجاري.

وفي أوروبا، ارتفع اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.1% إلى 1.1731، بدعم من أجواء الثقة بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع واشنطن، حيث صرّح ماروس سيفكوفيتش، نائب رئيس المفوضية الأوروبية لشؤون التجارة، بأن المفاوضات أحرزت تقدماً ملموساً وقد يتم التوصل إلى اتفاق خلال أيام، كما صعد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.2% إلى 1.3608، مدعوماً باتفاق تجاري موقع مسبقاً مع إدارة ترامب.

أما في آسيا، فتراجع الدولار مقابل الين الياباني بشكل طفيف إلى 146.29، كما انخفض أمام اليوان الصيني بنسبة 0.1% إلى 7.1775، في حين حافظت باقي العملات الآسيوية على استقرارها النسبي وسط متابعة حذرة للتطورات الأمريكية.

في المقابل، سجل الدولار ارتفاعاً حاداً أمام الريال البرازيلي بنسبة 2.4% ليصل إلى 5.5766، بعد إعلان ترامب عزمه فرض تعريفة شاملة بنسبة 50% على جميع الواردات القادمة من البرازيل، في تصعيد لافت يُنذر بتوترات أكبر في العلاقات التجارية بين البلدين.