أسعار النفط تواصل الارتفاع وسط ترقب عقوبات جديدة على روسيا وضبابية في السوق العالمية

سجلت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا في تعاملات اليوم الإثنين، مواصلةً مكاسبها القوية التي حققتها نهاية الأسبوع الماضي، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وترقب المستثمرين لفرض المزيد من العقوبات الأمريكية على روسيا، ما يثير المخاوف بشأن تقييد الإمدادات العالمية.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 21 سنتًا أو 0.3% لتصل إلى 70.57 دولارًا للبرميل، بعد أن أنهت جلسة الجمعة على مكاسب بلغت 2.51%. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 20 سنتًا أو 0.3% إلى 68.65 دولارًا، بعدما قفز بنسبة 2.82% في الجلسة السابقة.

يأتي هذا الارتفاع في وقت تتجه فيه واشنطن نحو تشديد قبضتها الاقتصادية على موسكو. فقد اكتسب مشروع قانون أمريكي مشترك بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، يهدف إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا، زخماً متزايداً داخل الكونغرس، رغم أنه لا يزال في انتظار دعم الرئيس دونالد ترامب. ويأمل المشرّعون أن تشكّل هذه الخطوة وسيلة ضغط لدفع موسكو نحو مفاوضات سلام "بحسن نية" مع أوكرانيا.

من جهتها، اقتربت دول الاتحاد الأوروبي من التوصل إلى اتفاق بشأن الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات على روسيا، والتي تتضمن خفض سقف أسعار النفط الروسي، وفق ما أفادت به أربعة مصادر دبلوماسية عقب اجتماع عُقد يوم الأحد.

ورغم التوجه العام نحو تشديد القيود على الإمدادات الروسية، حدّت عوامل أخرى من وتيرة صعود الأسعار، أبرزها زيادة الإنتاج من قبل المملكة العربية السعودية.

فقد كشفت بيانات وكالة الطاقة الدولية أن الرياض تجاوزت هدف إنتاجها النفطي لشهر يونيو بنحو 430 ألف برميل يومياً، ليصل إجمالي إنتاجها إلى 9.8 مليون برميل يوميًا، متخطية بذلك هدف "أوبك+" البالغ 9.37 مليون برميل. إلا أن وزارة الطاقة السعودية شددت، في بيان الجمعة، على التزامها الكامل بالحصص الطوعية المتفق عليها، مؤكدة أن حجم الإمدادات التي تم تسويقها فعليًا بلغ 9.352 مليون برميل يوميًا، ما ينسجم مع التفاهمات داخل التحالف.

وفي آسيا، أظهرت بيانات الجمارك الصينية ارتفاع واردات النفط في يونيو بنسبة 7.4% على أساس سنوي، لتصل إلى 49.89 مليون طن، أي ما يعادل 12.14 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى معدل يومي منذ أغسطس 2023. وتشير تقديرات بنك "جي بي مورغان" إلى أن الصين قد تستمر في تخزين النفط بكثافة، لكنها باتت تقترب من السعة القصوى لمخزوناتها، ما قد يُظهر فائضًا في مواقع مرئية بالسوق الغربية، الأمر الذي قد يؤدي إلى ضغوط هبوطية على الأسعار.

في سياق متصل، يراقب المستثمرون عن كثب المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين بشأن الرسوم الجمركية، وسط مخاوف من تأثيرها السلبي على النمو الاقتصادي العالمي، وبالتالي على الطلب المستقبلي على الطاقة.

على صعيد الأداء الأسبوعي، أنهى خام برنت الأسبوع الماضي مرتفعًا بنسبة 3%، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط مكاسب أسبوعية قدرها 2.2%، بدعم من توقعات وكالة الطاقة الدولية التي أشارت إلى أن السوق قد تكون أكثر إحكامًا مما يبدو عليه الوضع الراهن، مع استمرار الطلب القوي الناتج عن ذروة تشغيل مصافي التكرير في الصيف لتلبية احتياجات السفر وتوليد الطاقة.