تردد في أسواق الذهب مع استمرار تحسن الدولار وتفاؤل بالاتفاقات التجارية

تردد في أسواق الذهب مع استمرار تحسن الدولار وتفاؤل بالاتفاقات التجارية
تراجع سعر الذهب خلال التعاملات الصباحية للجلسة الأوروبية يوم الاثنين، متوقفا عن محاولات التعافي التي بدأها مؤخرا من أدنى مستوى له في أكثر من أسبوع، ليتداول حول مستوى 3,335 دولار أمريكي للأونصة. ويأتي هذا التراجع المستمر لليوم الثالث على التوالي مدفوعًا بعدة عوامل رئيسية، في مقدمتها استمرار الزخم الإيجابي الذي يشهده الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية، وهو ما يشكل ضغطًا مباشرا على أسعار المعدن الأصفر غير المدر للعائد - قوة الدولار تعود بشكل أساسي مدفوعه بترقب المستثمرين لاجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) ويتوقع أن يحمل الاجتماع إشارات مهمة بشأن مستقبل السياسة النقدية الأمريكية، وبخاصة فيما يتعلق بمسار خفض أسعار الفائدة في الفترة المقبلة. ويفضّل العديد من المستثمرين التريث في اتخاذ مراكز كبيرة تجاه الذهب أو الدولار حتى تتضح ملامح توجهات الفيدرالي، ما يزيد من حالة الترقب والجمود النسبي في الأسواق وفي السياق ذاته، يتأثر الذهب سلبا بحالة التفاؤل المتزايدة في الأسواق العالمية، التي تدفع المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر الأعلى وتُقلل من الإقبال على الأصول الآمنة كالذهب. وقد جاء هذا التفاؤل بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن اتفاق تجاري شامل، يتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم السلع الأوروبية المصدرة إلى الولايات المتحدة، ما أنهى حالة من الجمود التجاري بين الطرفين.
هذا الإعلان يأتي بعد سلسلة من التطورات التجارية الإيجابية، من بينها اتفاق تجاري سابق بين الولايات المتحدة واليابان، إضافة إلى تقارير تؤكد عقد اجتماع مرتقب بين مسؤولين أمريكيين وصينيين في ستوكهولم لبحث تمديد الهدنة الجمركية بين البلدين. جميع هذه المؤشرات عززت من معنويات المستثمرين تجاه الأسواق العالمية، وساهمت في تقليص الطلب على الذهب كأداة للتحوط إلى جانب ذلك، تترقب الأسواق هذا الأسبوع صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة، التي من شأنها أن توفر مزيدا من الإشارات حول الوضع الاقتصادي الكلي وتوجهات السياسة النقدية، وبالتالي التأثير المباشر على تحركات زوج الذهب/الدولار الأمريكي خلال الأيام القادمة.