من المتوقع أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي في الربع الثاني، مدعوما بالاستهلاك المرن

من المتوقع أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي في الربع الثاني، مدعوما بالاستهلاك المرن
من المقرر أن ينشر مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي تقديراته الأولية للناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني يوم الأربعاء وتشير التوقعات أن تظهر البيانات نموا سنويا بنسبة 2.5%، بعد انكماش بنسبة 0.5% سجِل في الأشهر الثلاثة الأولى من العام وتتوقع الأسواق صدور تقرير قوي عن الناتج المحلي الإجمالي للقضاء على مخاوف التضخم والركود
من أبرز الأحداث الاقتصادية لهذا الأسبوع بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأولية للولايات المتحدة للربع الثاني، والتي تعتبر على نطاق واسع الأكثر تأثيرا على السوق من بين التقديرات الثلاثة التي تصدر كل ربع سنة وسيصدر الناتج المحلي الإجمالي قبل ساعات قليلة من قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة ومن المرجح أن يكون له تأثير على موقف البنك المركزي من السياسة النقدية.
بعد الانكماش الاقتصادي غير المتوقع الذي شهدته الأشهر الثلاثة الأولى من العام، سيولي المستثمرون اهتماما خاصا لمدى الانتعاش الاقتصادي في الربع الثاني - ساهم استقرار سوق العمل في الحفاظ على مستويات استهلاك جيدة، بينما بدأت تتضح آفاق الرسوم الجمركية ويحرص المتداولون على نسيان مخاوف الركود التضخمي التي سادت الأسواق في وقت سابق من هذا العام وسيحدد تقرير الناتج المحلي الإجمالي الصادر يوم الأربعاء قرار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي ومن المرجح جدا أن يُبقي البنك أسعار الفائدة ثابتة، لكن الأسواق ستترقب أي تغيير في موقفه، وتحديدا بشأن احتمالات خفض سعر الفائدة في سبتمبر إلى جانب بيانات الأداء الاقتصادي، يُصدر مكتب التحليل الاقتصادي مؤشر أسعار الناتج المحلي الإجمالي - المعروف أيضا باسم مخفِّض الناتج المحلي الإجمالي - والذي يقيس التضخم في جميع السلع والخدمات المنتجة محليا، بما في ذلك الصادرات، باستثناء الواردات. ومن المتوقع أن يكون هذا المعدل قد انخفض إلى 2.4% في الربع الثاني من العام، مقارنةً بـ 3.8% في الربع السابق. تُعد هذه الأرقام مهمة لأنها تُزيل تأثير التضخم، مما يسمح بتقييم أدق للنمو الحقيقي وعلى نفس المنوال، يتوقع نموذج GDPNow التابع لبنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا ــ والذي يتم مراقبته عن كثب لتتبعه للنشاط الاقتصادي في الوقت الحقيقي ــ نموا بنسبة 2.4% في الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني اعتبارا من تحديثه في 25 يوليو/تموز.
متى سيتم الإعلان عن بيانات الناتج المحلي الإجمالي، وكيف يمكن أن تؤثر على مؤشر الدولار الأمريكي؟
قد يكون لتقرير الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، المقرر صدوره الساعة 4:30 بتوقيت مكة المكرمة اليوم الأربعاء تأثير كبير على الدولار الأمريكي ويحتاج المستثمرون إلى بيانات ملموسة لتعزيز المشاعر الإيجابية التي أثارتها البيانات الاقتصادية الكلية الأخيرة، والتأكيد على أن الاقتصاد قد تجاوز مرحلة الخطر مع بدء تبدد حالة عدم اليقين التجاري - من المرجح أن يكون الدولار الأمريكي أكثر حساسية لقراءة قوية للناتج المحلي الإجمالي منه لقراءة أقل من المتوقع حيث إن الأداء الاقتصادي القوي إلى جانب سوق عمل قوي وتسارع النشاط التجاري، من شأنه أن يوفر أرضية أساسية مواتية لانتعاش الدولار الأمريكي ومع ذلك، يجب الأخذ في الاعتبار أن رد فعل السوق الفوري قد يكون محدودا حيث قد تنتظر الأسواق اتخاذ بنك الاحتياطي الفيدرالي قرارات استثمارية.
سيكون المزيج الأكثر إيجابية للدولار الأمريكي هو قراءة قوية للناتج المحلي الإجمالي وسياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشددة وهو سيناريو مستبعد مع نمو الاقتصاد بنسبة 2.5% أو أعلى وتضخم أسعار المستهلكين أقرب إلى 3% من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، من غير المرجح أن يلمح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إلى خفض سعر الفائدة في سبتمبر/أيلول الذي يتطلع إليه السوق وقد يمنح هذا الدولار الأمريكي الدفعة اللازمة للانطلاق من أدنى مستوياته هذا العام، ويهيئ الظروف لانعكاس صعودي أعمق. على العكس، قد تبقي قراءة أقل من المتوقع آمال خفض الفائدة في سبتمبر قائمة، وتبقي تعافي الدولار الأمريكي محدودا.