من المتوقع أن يتباطأ نمو الوظائف في الولايات المتحدة في يوليو

يقترب أسبوع ناري إلى نهايته مع صدور بيانات (NFP) المهمة للغاية لشهر يوليو والتي سيتم نشرها من قبل مكتب إحصاءات العمل (BLS) في وقت لاحق اليوم ويقدم التقرير صورة لسوق العمل في نهاية كل شهر ويصدر عادة في أول جمعة من الشهر التالي ويشير إلى عدد الوظائف الجديدة المضافة وتطور نمو الأجور، ومعدل البطالة. ويستخدم الاحتياطي الفيدرالي هذه البيانات لاتخاذ قراراته بشأن السياسة النقدية في إطار مهمته المزدوجة المتمثلة في الحفاظ على استقرار الأسعار وتحقيق أقصى قدر من التوظيف. إلا أن الاحتياطي الفيدرالي أعلن هذه المرة عن أحدث قراراته يوم الأربعاء، مما حد بطريقة ما من التأثير المُحتمل لبيانات الوظائف غير الزراعية على الأسواق المالية وتشير التوقعات أن الولايات المتحدة أضافت 110 آلاف وظيفة جديدة في يوليو، وهو أقل من 147 ألف وظيفة في يونيو ومن المتوقع أن يرتفع معدل البطالة قليلاً من 4.1% إلى 4.2% بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يرتفع التضخم في الأجور من خلال متوسط الدخل في الساعة، بنسبة 0.3% في الشهر وبنسبة 3.8% مقارنة بالعام السابق، وهو أعلى من 0.2% و3.7% على التوالي المسجلة في يونيو. 

قبل الإعلان عن البيانات، تشير العديد من الأرقام المتعلقة بالتوظيف إلى سوق عمل صحي، في حين تمسك بنك الاحتياطي الفيدرالي بموقفه المتمثل في الانتظار والترقب وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، أفادت الولايات المتحدة أن عدد الوظائف الشاغرة في آخر يوم عمل من شهر يونيو بلغ 7.43 مليون وظيفة، وفقًا لمسح فرص العمل ودوران العمالة (JOLTS) الصادر عن مكتب إحصاءات العمل. وجاء هذا الرقم أقل من 7.77 مليون وظيفة شاغرة (مُعدلة من 7.76 مليون وظيفة) المسجلة في مايو، وأقل من توقعات السوق البالغة 7.55 مليون وظيفة وكان تقرير التغير في التوظيف الصادر عن ADP يوم الأربعاء أكثر تشجيعا، حيث أظهر أن القطاع الخاص أضاف 104 آلاف وظيفة جديدة في يوليو، في حين تم تعديل خسارة يونيو إلى 23 ألف وظيفة من التقدير السابق البالغ -33 ألف وظيفة وفي غضون ذلك، أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إبقاء سعر الفائدة المرجعي دون تغيير، ليتراوح بين 4.25% و4.50% عقب اجتماعه في يوليو. وداخل لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC)، صوّت عضوان معارضان لصالح خفض سعر الفائدة: المحافظان كريستوفر والر وميشيل بومان وأوضح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أنه مع استمرار التضخم فوق هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، واستمرار ضعف سوق العمل، ينبغي على البنك المركزي إبقاء أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية، مع تمكين صانعي السياسات من الاستجابة في الوقت المناسب. كما رفض باول الرضوخ لضغوط الرئيس الأمريكي ترامب المستمرة لخفض أسعار الفائدة، مؤكدًا أن تأثير الرسوم الجمركية على التضخم لم يتضح بعد ومن الجدير بالذكر أن التقدير الأولي للناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني أظهر أن الاقتصاد الأميركي نما بمعدل سنوي بلغ 3%، وهو أفضل بكثير من الانخفاض بنسبة 0.5% في الربع الأول وأفضل من نسبة 2.4% المتوقعة. 

يحافظ الدولار الأمريكي على قوته قبل صدور بيانات الوظائف غير الزراعية (NFP)، حيث يتداول زوج يورو/دولار أمريكي بالقرب من مستوى 1.1400. بشكل عام، من المتوقع أن يعزز تقرير قوي للوظائف غير الزراعية، يُظهر زيادة في خلق الوظائف تفوق التوقعات واستقرارًا في معدل البطالة، الطلب على العملة الأمريكية، ليس فقط بسبب الأخبار الجيدة، بل أيضًا لأنه يُعزز موقف الاحتياطي الفيدرالي المتشدد. السيناريو المعاكس صحيح أيضا حيث يلقي عنوان مخيب للآمال مصحوبا بمعدل بطالة أعلى من المتوقع بثقله على الدولار الأمريكي.