أبرز تحركات الأصول المالية خلال الأسبوع المنتهي في 1 أغسطس 2025

ارتفعت أسعار الذهب جلسة اليوم الجمعة عقب تقرير اقتصادي أمريكي متشائم للغاية، والذي انحاز بشكل كبير إلى تيار السياسة النقدية السهلة ولعلّ أهمّ البيانات الأمريكية لهذا الشهر هي تقرير وضع التوظيف لشهر يوليو الصادر عن وزارة العمل، والذي جاء أضعف بكثير من المتوقع فقد ارتفع عدد الوظائف غير الزراعية الأمريكية الرئيسي بمقدار 73,000 وظيفة، مقارنةً بتوقعات بزيادة قدرها حوالي 100,000 وظيفة. وارتفع معدل البطالة قليلاً إلى 4.2% من 4.1% في تقرير يونيو. والجدير بالذكر أن مراجعات تقريري مايو ويونيو أظهرت انخفاضا في مكاسب الوظائف بمقدار 258,000 وظيفة. وهذا يجعل مكاسب يوليو البالغة 73,000 وظيفة تبدو أضعف ويتوقع السوق الآن أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في سبتمبر بنسبة 75%. 

وفي أخبار أخرى كشف الرئيس ترامب في وقت متأخر من يوم الخميس عن مجموعة من التعريفات الجمركية الجديدة على عشرات الدول قبيل الموعد النهائي الذي فرضته الولايات المتحدة في الأول من أغسطس لإبرام صفقات جديدة. تظل المعدلات الأساسية للعديد من الدول دون تغيير عند 10٪ من الرسوم التي فرضها ترامب في أبريل إجمالاً، سيرتفع متوسط معدل التعريفة الجمركية الأمريكية إلى 15.2٪ إذا تم تنفيذ المعدلات كما تم الإعلان عنها، وفقا لبلومبرج وهذا أعلى من 13.3٪ في وقت سابق وستدخل معظم التعريفات الجمركية حيز التنفيذ في 7 أغسطس. وقالت بلومبرج إن كندا والمكسيك "في وضع جيد لتجاوز العاصفة" بفضل الاستثناءات للسلع المتوافقة مع اتفاقية التجارة الأمريكية المكسيكية الكندية. لم تنطبق التعريفات الجمركية الجديدة يوم الخميس على الصين. سيقرر ترامب ما إذا كان سيمدد هدنة التعريفات الجمركية مع الصين بعد محادثات مع الولايات المتحدة اختتمت في ستوكهولم بالسويد في وقت سابق من هذا الأسبوع.

دفعت الرسوم الجمركية الجديدة الشاملة التي فرضها الرئيس ترامب على الواردات إلى تنامي عزوف المستثمرين عن المخاطرة في أسواق الأسهم والأسواق المالية العالمية في أول أيام الشهر. انخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بأكثر من 1% ليصل إلى أدنى مستوى له في شهر. وانخفض مؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشونال العالمي لجميع الدول بنسبة 0.3%. وشهدت أسهم كوريا الجنوبية أكبر تراجع لها منذ أوائل أبريل. وانخفض مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 1.1% يوم الجمعة، مسجلاً خسائر للجلسة الرابعة على التوالي، مسجلاً أدنى مستوى له في أسبوعين. وانخفض مؤشر شنغهاي المركب الصيني بنسبة 0.37%، بينما خسر مؤشر شنتشن المركب 0.17% يوم الجمعة وانخفض مؤشر نيكاي 225 الياباني بنسبة 0.66%، ليصل إجمالي خسارته الأسبوعية إلى 1.58%، حيث تعرضت أسهم التكنولوجيا لضغوط شديدة. وانخفض مؤشر فوتسي 100 البريطاني بأكثر من 0.7% يوم الجمعة، متأثراً بمخاوف الرسوم الجمركية العالمية والخسائر الحادة في أسهم شركات الأدوية. انخفض مؤشر الأسهم الألمانية DAX بأكثر من 1%، وهو أدنى مستوى له منذ الأول من يوليو. وتتجه مؤشرات الأسهم الأمريكية إلى افتتاحيات منخفضة بقوة عندما تبدأ جلسة نيويورك اليومية.

على الرغم من الارتفاعات القياسية الجديدة في مؤشري ستاندرد آند بورز 500 وناسداك هذا الأسبوع، فإن ما يسمى بالأموال الذكية تبيع في ارتفاع سوق الأسهم وقد قامت صناديق التحوط ببيع الأسهم الأمريكية خلال الأسابيع الأربعة الماضية، وفقا لتقرير مكتب جولدمان ساكس وأفادت به بلومبرج وكانت صناديق التحوط تتخلص من تعرضها لأسهم التكنولوجيا والإعلام والاتصالات بأسرع وتيرة في عام، قبل أرباح القطاع الذي كان حاسما لانتعاش سوق الأسهم الأمريكية منذ أبريل وقال تقرير بلومبرج: "تتمسك الصناديق بالموقف الحذر الذي حماها خلال عمليات البيع التي غذتها الرسوم الجمركية في أبريل. وبينما قد تكون فاتتهم الفرصة مع ارتفاع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى مستويات قياسية في يوليو، فإن تراجع المشاركين الأكثر تطورًا في السوق قد يكون سببًا للقلق مع دخول فترة موسمية صعبة للأسهم مع استمرار مخاوف الحرب التجارية".

لا يزال المتداولون في حالة من الترقب بشأن كارثة سوق النحاس  حيث تحركت أسعار العقود الآجلة للنحاس دون 4.40 دولار للرطل اليوم وكانت في طريقها إلى انخفاض أسبوعي بنحو 24٪، تحت ضغط الإعفاء المفاجئ من الرسوم الجمركية الأمريكية وأعلن الرئيس ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع أن الرسوم الجمركية المفروضة حديثا على النحاس ستطبق فقط على المنتجات شبه المصنعة مثل الأسلاك والأنابيب، مما يوفر المدخلات الرئيسية مثل الخام والكاثودات والمركزات، وهي أكثر أشكال النحاس استيرادا. تم نقل إمدادات المعدن الصناعي الأحمر إلى الولايات المتحدة في السابق للتعبئة المسبقة قبل الرسوم الجمركية المتوقعة وتشير التحذيرات الآن من أن الولايات المتحدة قد تواجه وفرة في النحاس ، مع إمكانية إعادة تصدير المخزون الزائد وإضافة المزيد من الضغط على الأسعار العالمية. امتد البيع الهائل في العقود الآجلة للنحاس هذا الأسبوع إلى ضغوط الأسعار في أسواق المعادن الأخرى، بما في ذلك الفضة والبلاتين والبلاديوم وحتى الذهب وشهدت الأسواق انخفاض في مؤشر الدولار الأمريكي بعد تقرير الوظائف وتشهد العقود الآجلة للنفط الخام في بورصة نايمكس استقرارا نسبيًا، وتتداول عند حوالي 69.25 دولار للبرميل ويبلغ العائد على سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات حاليًا 4.299%، وهو أقل بكثير من مستواه قبيل صدور تقرير الوظائف.  

وبالانتقال الى اسواق الطاقة فرغم تراجع أسعار النفط وتقلبات الأسواق العالمية، سجلت شركات الطاقة الأمريكية الكبرى، إكسون موبيل وشيفرون، نتائج قوية في الربع الثاني من عام 2025 مدعومة بزيادة غير مسبوقة في إنتاج النفط والغاز، لاسيما من حوض برميان الصخري في الولايات المتحدة ومشاريع أخرى عالمية.
أعلنت إكسون موبيل عن أرباح بلغت 7.1 مليار دولار، أو 1.64 دولار للسهم، متجاوزة توقعات السوق عند 1.57 دولار. وجاء هذا الأداء نتيجة تحقيق الشركة لأعلى مستوى إنتاج ربع سنوي لها منذ اندماج إكسون وموبيل قبل أكثر من 25 عامًا. وبلغ صافي إنتاج الشركة 4.6 مليون برميل مكافئ نفطي يوميًا، مدعومًا بزيادة 520 ألف برميل منذ بداية العام، نتيجة استحواذها على شركة بايونير وزيادة الإنتاج في حوض برميان الذي سجل وحده 1.6 مليون برميل مكافئ نفطي يوميًا، إضافة إلى نمو في مشاريعها البحرية في غيانا.

ورغم انخفاض أرباح قطاع المنبع بنحو 1.4 مليار دولار مقارنة بالربع الأول، بسبب تراجع مبيعات النفط الخام والغاز، إلا أن إكسون تمكنت من تعويض هذا التراجع من خلال وفورات هيكلية وزيادة في الإنتاج الأساسي. كما أكدت الشركة التزامها بخطة إعادة شراء أسهم بقيمة 20 مليار دولار هذا العام في المقابل، أعلنت شيفرون عن أرباح معدلة بلغت 3.1 مليار دولار، أو 1.77 دولار للسهم، متجاوزة هي الأخرى التوقعات، رغم تراجع أرباحها مقارنة بالعام الماضي. وجاء هذا الأداء بدعم من إنتاج قياسي للنفط والغاز، حيث بلغ إنتاج حوض برميان مليون برميل مكافئ نفطي يوميًا، بالإضافة إلى زيادات كبيرة في الإنتاج من كازاخستان (34%)، خليج المكسيك (22%)، ومناطق أخرى وتأتي هذه النتائج في أعقاب إتمام شيفرون صفقة الاستحواذ على شركة هيس كوربوريشن مقابل 53 مليار دولار، ما عزز أصولها في غيانا بعد حسم قضية تحكيم مع إكسون تعكس هذه النتائج قدرة الشركات الأمريكية الكبرى على التكيف مع التحديات الجيوسياسية والضغوط السوقية، من خلال تعزيز الكفاءة التشغيلية والتوسع في الأصول ذات العائد المرتفع، ما يؤكد استمرار قوة القطاع رغم تقلبات الأسعار.