تحركات الأسواق العالمية مع ترقب محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي

ارتفعت الأسهم الأوروبية في التعاملات الصباحية لجلسة اليوم الأربعاء منتعشة بعد أن سجلت أدنى مستوياتها في خمسة أسابيع في الجلسة السابقة حيث تجاهل المستثمرون المزيد من الأدلة على ضعف الاقتصاد الصيني وارتفع مؤشر Stoxx Europe 600 على مستوى المنطقة الأوروبية بنسبة 0.2 في المائة ، بقيادة أسهم المستهلكين الدورية  وزاد مؤشر كاك 40 الفرنسي 0.4 في المائة  وزاد مؤشر داكس الألماني 0.2 في المائة بينما طغت على الأسواق في آسيا نقطة بيانات قاتمة أخرى من الصين  مما يشير إلى أن أسعار المنازل الجديدة انخفضت بنسبة 2.5 في المائة على أساس شهري في يوليو  بعد انخفاض بنسبة 2.2 في المائة في الشهر السابق وانخفض مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ 1.4 في المائة وهبط مؤشر سي إس آي 300 القياسي في الصين 0.7 في المائة ، بينما هبط مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية 1.5 في المائة وخسر توبيكس الياباني 1.3 في المائة.

عانى قطاع العقارات الذي كان مهيمنًا في الصين من قبل مع ضعف الطلب حيث كافح الاقتصاد للانتعاش بعد ثلاث سنوات من القيود الشديدة الوبائية  مما دفع مطوري العقارات الكبار إلى أزمة ديون وتأتي الانخفاضات في قطاع العقارات في وقت يتزايد فيه القلق بشأن التعافي الاقتصادي في الصين ، بعد سلسلة من البيانات الصادرة في الأسابيع السابقة التي أشارت إلى أن البلاد كانت تنزلق إلى الانكماش ، في حين تلاشى نشاط المستهلك والأعمال وفي خطوة سياسية غير متوقعة في يوم امس خفض بنك الشعب الصيني سعر تسهيلات الإقراض متوسط الأجل لمدة عام واحد والذي يؤثر على قروض المؤسسات المالية في محاولة لدعم النمو.

في غضون ذلك ارتفع الجنيه الإسترليني 0.3 في المائة مقابل الدولار، ليتداول عند 1.2739 دولار بعد أن أظهرت بيانات جديدة أن المعدل السنوي للتضخم في المملكة المتحدة انخفض إلى 6.8 في المائة في يوليو مسجلاً انخفاضًا كبيرًا من 7.9 في المائة في يونيو بينما كان التضخم في المملكة المتحدة لا يزال أعلى من أي مكان آخر في أوروبا  انخفض الرقم الرئيسي أكثر من المتوقع مما عزز الآمال في أن بنك إنجلترا قد يخفف قريبًا حملة التضييق النقدي. 

في الولايات المتحدة ، ارتفعت العقود الآجلة التي تتبع مؤشر S&P 500 وتلك التي تتبع مؤشر ناسداك 100 الذي يركز على التكنولوجيا بنسبة 0.1 في المائة قبل جرس الافتتاح في نيويورك وسجلت الأسهم في وول ستريت أدنى مستوى لها في خمسة أسابيع في الجلسة السابقة ، بعد أن أثارت البيانات الأقوى من المتوقع بشأن مشتريات التجزئة الأمريكية مخاوف بشأن ضغوط الأسعار المستمرة  مما عزز الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي سيبقي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول ويتحول انتباه المستثمرين إلى محضر اجتماع السياسة الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي والذي سيصدر في وقت لاحق من اليوم على أمل الحصول على بعض الإرشادات والتوجهات بشأن قرارات البنك المركزي بشأن نسبة الفائدة في المستقبل.

وبالعودة الى الوضع في الصين تعهد كبار قادة الحكومة الصينية بتوسيع الاستهلاك المحلي ومواصلة دعم القطاع الخاص في جهوده الأخيرة لإنعاش الاقتصاد وأفادت إذاعة الصين الوطنية نقلا عن اجتماع كامل برئاسة رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ يوم الأربعاء أن مجلس الدولة الصيني تعهد بتحقيق الأهداف الاقتصادية السنوية من خلال ضوابط اقتصادية كلية "هادفة وقوية" وتعزيز تنسيق السياسات ودعا لي إلى بذل مزيد من الجهود لتعزيز الطلب والاستهلاك المحليين على الرغم من عدم الإعلان عن تدابير تحفيزية جديدة محددة. كما وعد بمنع "المخاطر الكبرى" وتعميق الإصلاحات في القطاعات التي تديرها الدولة وجاء الاجتماع مع تصاعد المشاكل للاقتصاد الصيني  مع البيانات الأخيرة من ضعف نمو الإنفاق الاستهلاكي وتراجع الاستثمار وارتفاع معدلات البطالة حيث بدأت المخاوف بشأن مخاطر العدوى من تدهور العقارات المتدهورة في الانتشار إلى القطاع المالي أيضًا  حيث أن شركة ائتمان كبرى مع تعرضها للعقارات لم تسدد مدفوعات على عشرات المنتجات - أدى التحفيز في فترات الركود السابقة - بما في ذلك أثناء الأزمة المالية العالمية ومرة أخرى في حوالي عام 2015 - إلى ارتفاع أسعار المساكن ومستويات الديون في الاقتصاد. لا يريد المسؤولون تكرار هذه النتيجة 
 

قسم الأبحاث والدراسات - الأكاديمية العربية للأعمال