الأسهم والسندات ترتفع مع تباطؤ نمو الوظائف في الولايات المتحدة

ارتفعت أسعار الأسهم والسندات الأمريكية جلسة اليوم الجمعة بعد أن أدى تباطؤ كبير في التوظيف إلى زيادة توقعات المستثمرين بأن أسعار الفائدة قد بلغت ذروتها وحقق أصحاب العمل في الولايات المتحدة 150 ألف وظيفة جديدة في الشهر الماضي - أي أقل من المتوقع وبالكاد نصف الرقم المعدل في سبتمبر البالغ 297 ألف وظيفة وكانت تشير التوقعات الى 180 ألف وظيفة جديدة لشهر أكتوبر- قدمت هذه الأرقام المزيد من الوقود للارتفاع في سندات الخزانة الأمريكية ، حيث راهن المستثمرون على أن التباطؤ في سوق العمل يزيد من احتمالية عدم قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة بشكل أكبر في الأشهر المقبلة

كانت سوق السندات قد تعززت في السابق هذا الأسبوع على خلفية تعليقات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأن البنك المركزي "يتحرك بحذر" مع زيادات أسعار الفائدة في المستقبل. وقد اعتبر بعض المستثمرين هذه التصريحات بمثابة إشارة إلى أن ارتفاع تكاليف الاقتراض قد أدى بالفعل إلى تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وقال محللين في جي بي مورجان، إن تقرير الوظائف الصادر يوم الجمعة "يبدو أنه مصمم خصيصًا" ليتناسب مع رسالة بنك الاحتياطي الفيدرالي بأن الولايات المتحدة كانت في طريقها نحو هبوط اقتصادي ناعم، حيث يسعى البنك المركزي إلى إعادة التضخم إلى هدفه البالغ 2 في المائة. والتضخم الذي تجاوز 9 في المائة في ذروته العام الماضي، يبلغ الآن 3.7 في المائة.

ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1 في المائة في التعاملات المبكرة بعد الظهر، مما وضع مؤشر سوق الأسهم على المسار الصحيح لأفضل أسبوع له منذ عام. وقد ارتفع حتى الآن 5.9 في المائة هذا الأسبوع ويعد نمو الوظائف مؤشرا مهما للمستثمرين وواضعي أسعار الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي، الذين يراقبون سوق العمل بحثًا عن أدلة على أن حملة التضييق التي يشنها البنك المركزي تعمل على تهدئة الاقتصاد - التداول في أسواق العقود الآجلة بعد أن أشارت بيانات الوظائف إلى أن المستثمرين يتوقعون الآن خفض سعر الفائدة الأمريكية في يونيو، مقارنة بتوقعاتهم السابقة للخفض في يوليو. كما تراجع التجار أيضا عن أي توقعات برفع سعر الفائدة بشكل أكبر هذا العام.

انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين، والذي يتحرك عكسيا مع السعر ويتتبع توقعات أسعار الفائدة، إلى أدنى مستوى له منذ شهرين عند 4.86 في المائة لكن توماس باركين، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند قال اليوم الجمعة إنه ليس من الواضح بعد ما إذا كانت أسعار الفائدة قد بلغت ذروتها، مضيفا أن توقيت التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة "لا يزال بعيدا في ذهني وقدم الرئيس الأمريكي جو بايدن استجابة متفائلة لبيانات العمل، مسلطا الضوء على أن البطالة ظلت أقل من 4 في المائة لمدة 21 شهرا متتاليا وهي أطول فترة منذ أكثر من 50 عام

ووفقا لبيانات مكتب إحصاءات العمل، ارتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 3.9 في المائة في أكتوبر، من 3.8 في المائة في سبتمبر. وارتفع متوسط الدخل بنسبة 0.2 في المائة، وهو تباطؤ طفيف عن الزيادة البالغة 0.3 في المائة في الشهر السابق وقال الاقتصاديون إن الإضرابات التي قام بها عمال صناعة السيارات ربما خفضت الرقم الرئيسي لشهر أكتوبر للوظائف الجديدة بنحو 30 ألف وظيفة - لكن البيانات الأساسية لا تزال تشير إلى أن التوظيف قد تباطأ كما تم تعديل رقم أغسطس للوظائف الجديدة بالخفض بمقدار 62000 إلى 165000 وفي أرقام أخرى نشرت يوم الجمعة، نما قطاع الخدمات الأمريكي أيضا بشكل أبطأ مما كان متوقعا الشهر الماضي.

بعد صدور بيانات الوظائف يوم الجمعة، انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، والذي يتحرك بما يتماشى مع توقعات النمو، إلى أدنى مستوى له منذ منتصف أكتوبر، بانخفاض 0.15 نقطة مئوية إلى 4.53 في المائة وقد أدى ارتفاع هذا الأسبوع بالفعل إلى أكبر انخفاض في عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات منذ الأزمة المصرفية الأمريكية في أوائل مارس وكان بنك الاحتياطي الفيدرالي ، الذي أبقى أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء، قد رفعها من قبل من قرب الصفر في مارس من العام الماضي إلى نطاق مستهدف يتراوح بين 5.25 في المائة إلى 5.5 في المائة ومع تزايد ثقة المستثمرين في أن البنوك المركزية الكبرى الأخرى يبدو أنها انتهت أيضًا من رفع أسعار الفائدة

 أنهى مؤشر Stoxx 600 في منطقة أوروبا الأسبوع مرتفعا بنسبة 3.2 في المائة وفي لندن، ارتفع مؤشر فاينانشيال تايمز 100 بنسبة 1.7 في المائة خلال الأسبوع، مدعوماً بارتفاع الأسهم العقارية الحساسة لأسعار الفائدة في أعقاب قرار بنك إنجلترا يوم الخميس بترك أسعار الفائدة دون تغيير.

قسم الأبحاث والدراسات - الأكاديمية العربية للأعمال