مبيعات التجزئة البريطانية تتراجع بشكل يتجاوز التوقعات في ديسمبر

أظهرت بيانات رسمية جلسة اليوم الجمعة أن تجار التجزئة البريطانيين تعرضوا لأكبر انخفاض في المبيعات منذ ما يقرب من ثلاث سنوات خلال ديسمبر كانون الأول، مما يزيد من خطر انزلاق الاقتصاد إلى الركود في أواخر العام الماضي وقال مكتب الإحصاءات الوطنية  إن الأشخاص الذين يقومون بالتسوق في عيد الميلاد في وقت مبكر عن المعتاد - وخاصة لشراء المواد الغذائية - ساهموا في تقلص حجم مبيعات التجزئة بنسبة 3.2٪ بين ديسمبر ونوفمبر وكان هذا أكبر انخفاض شهري منذ يناير 2021 وترك مستوى المبيعات عند أدنى مستوى له منذ مايو 2020.

وكانت القراءة أسوأ من جميع التوقعات والتي أشارت إلى انخفاض بنسبة 0.5٪ وبالمقارنة مع العام السابق، انخفضت مبيعات التجزئة باستثناء الوقود بنسبة 2.1% من حيث الحجم وارتفعت بنسبة 2.3% من الناحية النقدية، وهي أقل زيادة سنوية منذ ديسمبر 2022 وبينما تتوافق بيانات يوم الجمعة مع استطلاعات التجزئة المتشائمة الأخرى التي أجراها اتحاد الصناعة البريطاني واتحاد التجزئة البريطاني، فقد بدت متعارضة مع بعض التقارير الإيجابية عن التداول في عيد الميلاد من أكبر محلات السوبر ماركت في بريطانيا.

وتراجع الجنيه الإسترليني قليلا مقابل الدولار الأمريكي واليورو، وارتفعت أسعار السندات الحكومية البريطانية استجابة لهذه البيانات. وارتفعت الأسهم البريطانية وسط آمال بأن البيانات قد تدفع بنك إنجلترا إلى خفض أسعار الفائدة وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إنه من المرجح أن تطرح مبيعات التجزئة 0.04 نقطة مئوية من الناتج الاقتصادي البريطاني في الربع الرابع، وهو ما قد يمثل الفارق بين القراءة السلبية والقراءة الثابتة للاقتصاد بعد ان انكمش الاقتصاد 0.1% في الربع الثالث 

في حين أن العديد من الاقتصاديين يعتبرون تعريف الركود على أنه ربعين من الانكماش تعريفا تعسفيا، فإنه سيكون له آثار سياسية كبيرة على رئيس الوزراء ريشي سوناك فيما من المقرر أن يكون عام الانتخابات ومع تأخر حزب المحافظين كثيرا عن حزب العمال المعارض في استطلاعات الرأي، فإن خطاب سوناك أمام الناخبين يرتكز على فكرة مفادها أن بريطانيا تتحرك في الاتجاه الصحيح ــ وهو ما من شأنه أن يقوضه تشخيص الركود.

وقال وزير المالية جيريمي هانت، متحدثا في دافوس يوم أمس الخميس، إنه يريد التحرك في اتجاه خفض الضرائب قبل الميزانية السنوية الحاسمة التي يأمل المحافظون أن تنعش حظوظهم لكن الخلفية الاقتصادية لا تزال موضع شك وقالت هيذر بوفيل، نائبة مدير المسوحات والمؤشرات الاقتصادية في مكتب الإحصاءات الوطني: "كان أداء متاجر المواد الغذائية سيئًا للغاية، مع أكبر انخفاض لها منذ مايو 2021 حيث أدى التسوق المبكر لعيد الميلاد إلى تباطؤ مبيعات ديسمبر".

قال مكتب الإحصاءات الوطنية إن هناك أدلة غير مؤكدة على أن المستهلكين قاموا بتخزين أغذية وهدايا عيد الميلاد في نوفمبر، عندما ارتفعت المبيعات بنسبة 1.4٪ على أساس شهري.

وانخفضت مبيعات التجزئة باستثناء الوقود في الربع الأخير من عام 2023 بنسبة 1.4٪ من حيث الحجم مقارنة بالعام السابق وارتفعت بنسبة 3.9٪ من الناحية النقدية – وهو أضعف نمو في الإنفاق منذ الأشهر الثلاثة حتى فبراير حيث إن التأثيرات الناجمة عن أزمة تكلفة المعيشة والارتفاع الحاد في أسعار الفائدة لا تزال تؤثر على الدخل الحقيقي والإنفاق الاستهلاكي