الذهب يتداول بقوة منذ مطلع العام فهل سيصل إلى 2000 دولار؟

اتسمت النظرة العامة للذهب بالإيجابية مع استمرار المعدن الثمين في ارتفاعه لعدة أشهر. ويرجع ارتفاع الذهب إلى ضعف الدولار الأمريكي الناجم جزئيًا عن قوة اليورو، والمخاوف من الركود العالمي، والتوقعات المتزايدة بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفف من وتيرته لرفع الفائدة. 

وبلا شك قد أعطى كل هذا الذهب خلفية مثالية للارتفاع إلى أعلى المستويات التي شوهدت آخر مرة في الربع الثاني من عام 2022.

وكان الذهب قد اندفع في الاتجاه الصاعد بين أواخر سبتمبر وأوائل نوفمبر من العام الماضي وعاد بنسبة تزيد قليلاً عن 17% في الأشهر الثلاثة الماضية.

انخفاض الدولار

لا يزال الدولار الأمريكي ضعيفًا ويختبر حاليًا مستويات الدعم لعدة أشهر. كما يتعرض الدولار لضغط من قوة اليورو - حيث يشكل اليورو حوالي 57% من وزن مؤشر الدولار - إلى جانب التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفف من وتيرة رفع الفائدة.

ومن المتوقع أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في فبراير ومارس ثم يتوقف مؤقتًا قبل خفض أسعار الفائدة في نهاية العام.

والجدير بالذكر أن الدولار الأمريكي خسر نحو 11.5% من قيمته منذ أعلى مستوى في 28 سبتمبر 2022. 

أزمة سقف الدين الأمريكي

عادة ما يُنظر إلى الذهب على أنه "الملاذ الآمن"، وتشير علامات الاهتمام المتجدد بالمعدن النفيس إلى أن بعض المستثمرين على الأقل يستعدون للأوقات العصيبة المقبلة - خاصة وأن حكومة الولايات المتحدة قد بلغت الآن 31.4 تريليون دولار أمريكي وهو ما يمثل حد الاقتراض.

وقد مهد هذا الطريق لمعركة طويلة وشاقة بين إدارة بايدن ومجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون بشأن رفع سقف الديون الأمريكية، وهو الحد القانوني لمقدار ما يمكن للحكومة الأمريكية اقتراضه.

وفي الوقت الراهن، أجمعت الأسواق المالية على أن اتفاقًا على رفع سقف الديون الأمريكية سيتم التوصل إليه حتمًا، على الرغم من أنه من المحتمل أن يضطر المستثمرون إلى تحمل شهور من المواقف السياسية والخطابات الملتهبة قبل إبرام أي صفقة.

ومن الجدير بالذكر هنا إلى أن عدم رفع سقف الدين
من شأنه أن يغرق حكومة الولايات المتحدة في التخلف عن السداد، مع عواقب اقتصادية ومالية وخيمة.

 وخلاصة القول، يبدو أن الأيام المقبلة ستكون في صالح المعدن الأصفر وسط تزايد احتمالات الركود وضعف الدولار وأزمة سقف الدين التي تصب جميعها في مصلحة الملاذ الآمن (الذهب).

قسم الدراسات والأبحاث للأكاديمية العربية للأعمال
24/01/2023