الذهب يستقر بعد تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي
الذهب يستقر بعد تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي
استقرت أسعار الذهب اليوم الأربعاء، في بداية التعاملات، بعد ارتفاعها الأسبوع الماضي إلى مستويات قياسية، وتأثر المعدن الثمين بالطلب على الملاذات الآمنة جزئياً بسبب التوترات الجيوسياسية الحاصلة في الشرق الأوسط، ونتيجة تأثير الضغط الناتج عن ارتفاع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية.
واستقر سعر الذهب في التعاملات الفورية عند 2381.68 دولار للأونصة بعد أن سجل أعلى مستوى على الإطلاق يوم الجمعة الماضية، عند 2431.29 دولار، فيما تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.4٪ إلى 2397.70 دولار.
وربط خبراء استقرار أسعار الذهب بالقرب من مستواها التاريخي المرتفع، وتصريحات رئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، الذي قال إن البنك المركزي الأميركي من المرجح أن يبقي أسعار الفائدة دون تغيير لفترة أطول مما كان مخططاً له في الأصل.
وتابع باول أنه من المناسب منح السياسة التقييدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي مزيداً من الوقت للعمل، مشيراً إلى عدم إحراز تقدم إضافي بشأن التضخم في الأشهر الأخيرة بعد ظهور عدة بيانات اقتصادية أميركية قوية، وهذه التصريحات رأى بها المستثمرون بأنها رسائل تلميح من رئيس الاحتياطي الفيدرالي إلى إمكانية تأخير خفض أسعار الفائدة بسبب رسوخ التضخم.
وكان الذهب قد شهد تحركات قوية مؤخراً، مع ارتفاعه بنسبة 1.7٪ يوم أمس وتسجيله أعلى مستوى تاريخي في الأسبوع الماضي، كما أن ارتفاعه بنسبة 6.2٪ منذ بداية شهر أبريل يشير إلى استمرار قوة الطلب عليه كملاذ آمن .
وأدت المخاوف من سيناريو توسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، وخاصة بعد هجوم إيران على إسرائيل، إلى زيادة الطلب على الذهب، الذي ينظر إليه على أنه ملاذ آمن تقليدي بسبب استقرار أسعاره النسبي، خاصة في أوقات الاضطرابات العالمية. إضافة إلى العوامل الجيوسياسية، تشير العوامل الأخرى مثل الشراء القوي من قبل البنوك المركزية وزيادة الطلب من المستهلكين الصينيين المتزايدة إلى استمرار مكاسب الذهب في المدى القريب.
واستطاع سعر الذهب الارتفاع يوم أمس على الرغم من صدور بيانات مبيعات التجزئة عن الاقتصاد الأمريكي، والتي أظهرت ارتفاع أعلى من المتوقع في شهر مارس، الأمر الذي يدل على استمرار مستويات الإنفاق من قبل القطاع العائلي الأمريكي وهو ناتج عن استمرار معدلات التوظيف وارتفاع معدلات الأجور.
ويتوقع جيه بي مورجان وجولدمان ساكس ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الذهب في الأعوام القادمة، مما يعزز الثقة في الاستثمار في هذا المعدن الثمين.
وكان سعر المعدن النفيس قد ارتفع بنحو 15% حتى الآن هذا العام، حيث تعززت المكاسب جزئياً بفضل الطلب، تزامناً مع استمرار تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوكرانيا. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، صعدت الفضة في التعاملات الفورية 0.3 بالمئة إلى 28.16 دولار للأوقية.. كما انخفض البلاتين 0.3 بالمئة إلى 953.75 دولار، وارتفع البلاديوم 0.4 بالمئة إلى 1017.58 دولار.